استمتع جمهور دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، بسهرة أندلسية تكريمية على شرف الفنان الكبير سيد احمد سري، أول أمس، والمبرمجة ضمن فعاليات شهر النوبة التي احتضنها الفضاء منذ منتصف الشهر المنصرم، حيث كان الجمهور على موعد مع المفاجآت الرائعة وعلى رأسها صعود الفنان المنصة وغنائه إلى جانب عنادل الشراقة الذين أبدعوا بدورهم في الحفل بقيادة رئيس الجمعية يوسف الوزناجي. وأبدع أعضاء جمعية العنادل في تقديم سهرة أندلسية حالمة، حيث قدمت في الفقرة الأولى نوبة الذيل التي رافقها في أدائها الأستاذ سري، الذي مثلّ وقوفه على المنصة مفاجأة لأعضاء الفرقة والجمهور أيضا، وهذا وسط تصفيقات هذا الأخير الذي لم ينتظر وقوفه على المنصة، وقد بدا سعيدا بالحفل التكريمي الذي أقيم على شرفه، لتقدم بعدها موال القادرية، ثم تنتقل إلى الجزء الثاني الذي حمل بدوره الكثير من الإبداع، حيث قدمت ''أنا المرحوم من الغرام'' للشيخ محمد بلخضر ثم أغنية ''طال السهر'' ثم الزنداني والزيدان''، وفي نهاية الحفل ''خلاص'' ثم ''توشية الكمال''. وقد وقف على المنصة بعد انتهاء الحفل، كل من الباحث نصر الدين بغدادي والسيد عبد الحميد بلبلدية محافظ التظاهرة، لتقديم باقة ورد اعترافا بعطاء الرجل. ويعتبر الشيخ سيد احمد سري، سلسلة حية في انتقال التراث الموسيقي الأندلسي في طابع الصنعة، حيث بقي يخوض المعارك للحفاظ على هذا الفن العتيق لحمايته من خطر الاندثار من الذاكرة، وقد غاص خلال مشواره الفني في أعماق الموسيقى الأندلسية الجزائرية من خلال الجمعيات الموسيقية على غرار الأندلسية، الحياة والجزائرية. والجدير بالذكر، أن الأيام التكريمية للأستاذ سري لا تزال مستمرة، بحيث ستتواصل الحفلات بدار الثقافة على مدار يومين من خلال مشاركة اوركسترا رضوان من تلمسان، ثم حفل فني ساهر من إحياء جمعية الفن الأصيل. وشهدت دار الثقافة في مساء ذلك اليوم نقاشا وندوة صحفية على شرف الأستاذ سري بحضور خمسة من تلامذته وأساتذة مختصين في عالم الأندلسي والنوبة، حيث تحدث التلاميذ عن خصال الفنان وطريقته المميزة في العمل. وتقدم نصر الدين بغدادي مدير الأرشيف في الإذاعة الجزائرية، مختص في الموسيقى وباحث في التراث، بمداخلة حول الفنان الكبير سيد احمد سري، الذي أشار إلى أنه علامة مميزة في الأندلسي، وتحدث عن الكتاب و''الكوفري'' الخاص الذي تم تسجيله من أعمال الفنان. وأشار سري في كلمة له إثر تكريمه إلى أنه جد سعيد بهذا التكريم الذي كان بالنسبة له مفاجأة من العيار الثقيل، كونه لم يجد الكلمات المعبرة عن مدى سعادته، وأصر على ضرورة متابعة الجيل الجديد وتعليمه أسس الأندلسي لتكون الانطلاقة صحيحة. وتتواصل عملية تكريم شيوخ الأندلسي إلى غاية منتصف الشهر المقبل، وسيكرم في الأيام القليلة المقبلة كل من الشيخ محمد الطاهر الفرقاني والشيخ قدور الدرسوني ثم الحاج محمد الغافور والقائمة طويلة. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: أحلام. م