شهدت الندوة الفكرية التي نظمها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية أمس، عرضا وافرا لكم هائل من المعلومات والإحصائيات الخاصة بشبكات التواصل والمواقع الالكترونية ذات الطابع الاجتماعي، قدمها الأستاذ الجامعي المختص في المجال، السيد عبد العزيز دردوري، بغية شرح الطرق العلمية الكفيلة بحماية مستخدمي الانترنيت عموما والمواقع، موضوع الندوة، خصوصا. وتناول الخبير في الأمن والمعلوماتية السيد دردوري قضية الاستعمال الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي كال''فايسبوك'' و''تويتر'' بصفة خاصة من زاويتين رئيسيتين، الأولى تتمثل في الخطر الذي باتت تشكله الظاهرة من الناحية السياسية، الاجتماعية وكذا الاقتصادية، حيث ظهر جليا من خلال الأرقام المقدمة من طرفه مدى التهديد المحيط بالأشخاص، المؤسسات وحتى الأنظمة بشتى اختصاصاتها وتوجهاتها لاسيما من ناحية توجيه الرأي العام بما يخدم مصالح أطراف معينة هدفها التأثير بصيغة أو بأخرى على الاستقرار الذي تنعم به دول أو مجتمعات صنفت على أنها بحاجة إلى تغيير حسب الأطراف ذاتها خدمة للشعوب وحرصا على قيادتها نحو الأفضل كما يزعمون. أما الزاوية الأخرى التي حرص الأستاذ المحاضر على استعمالها خلال دراسته لتأثير ال''فايسبوك'' وما شابهه على مستقبل البنى الاجتماعية والاقتصادية رغم اختلافها من بلد لأخر فجاءت معاكسة تماما لسابقتها، على اعتبار أن السيد دردوري أوضح بطريقة (ذكية) الجوانب الايجابية لشبكات التواصل، وقدرتها على تطوير العلاقات بين الأفراد فيما بينهم، وأيضا الخدمات التي أصبحت تقدمها لمستعمليها على المستوى المهني بالدرجة الأولى ما يعزز الثقة المتبادلة بين الأشخاص والمؤسسات خاصة فيما يتعلق بالأمور التجارية والاتصال مع الزبائن وكذا الاهتمام بمتطلبات كل من الطرفين، الشيء الذي يمكن الوصول إليه بطريقة سهلة وسريعة بمجرد امتلاك حساب الكتروني في احد هده الشبكات. ورأى المختص في عالم المعلوماتية منشط الندوة، أن ايجابيات ال''فايسبوك'' وغيره من المواقع عديدة، بغض النظر عن الجانب المهني، حيث يمكن ربط علاقات ذات طابع عائلي أو (صداقة) بسهولة بالغة وبدون دفع أية تكاليف لمجانية الخدمات المقدمة من طرف الشبكات الاجتماعية، والأكثر من ذلك أنها توفر حماية ولو نسبية من الأخطار المحدقة كالفيروسات والرسائل المشكوك فيها. كما أكد الأستاذ المحاضر، في معرض حديثه، أن الدور الذي تلعبه شبكات التواصل صار هاما جدا في حياة المجتمعات، وهذا بعد أن أثبتت التجارب الصدى الواسع الذي تلقاه النداءات والمبادرات الإنسانية والتضامنية عبر الانترنت وإقناع الأشخاص بضرورة المشاركة فيها، والدليل على ذلك التكافل الاجتماعي المتوصل إليه ومدى تطور أداء المجتمع المدني في معظم دول العالم عامة، ودول الجنوب المتخلفة بما فيها العربية، رغم النقص الذي مازالت تعانيه في كيفية تعاملها مع الخدمات المقدمة بايجابياتها و سلبياتها. وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم حركية غير عادية سياسيا واقتصاديا، لابد من الاهتمام بالتأثيرات الفعالة ميدانيا ونفسيا على كل فئات المجتمعات الدولية، ومن ضمنها الجزائري حتما، ومحاولة القيام بدراسة علمية أكاديمية معمقة، خاصة وأن الأخير (المجتمع الجزائري) أصبح يمثل طبقا دسما لبعض الأجهزة ووسائل الإعلام باعتباره الوحيد الذي لم يتأثر بما حصل في المنطقة، أو ما بات يعرف سياسيا بمصطلح (الربيع العربي) .