دعا الخبير في شؤون تأمين المعلومات الالكترونية واستعمالات الاعلام الآلي، الدكتور عبد العزيز دردوري، أمس، الى ضرورة توفير أرضية تكوين مؤهلة للطلبة والمهندسين والإطارات في مجال تأمين المواقع الالكترونية والشبكات العنكبوتية لأنظمة المؤسسات، بشكل يضمن سلامة المعطيات والمعلومات المخزنة من أشكال القرصنة تحسبا لبرنامج الحكومة الالكترونية ومجتمع المعلومات الذي تتطلع إليه الجزائر سنة .2013 وأوضح السيد دردوري في الندوة الفكرية التي احتضنها مركز ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية على خلفية الضجة السياسية والإعلامية التي أحدثتها وثائق ''ويكيليكس'' تحت عنوان ''ويكيليكس ..الظاهرة والتحديات'' بحضور عدة أساتذة وباحثين، أن هذا البرنامج الوطني الطموح يستدعي تدعيمه بترسانة من الآليات والميكانيزمات التقنية واللوجستية لحمايته من القرصنة المعلوماتية ومنع تسريب المعلومات لاسيما الحكومية منها والخاصة بالشركات والمنشآت الحساسة. وأضاف الرئيس المدير العام لإحدى شركات أمن المعلومات بالمحمدية بالعاصمة في رده على سؤال يتعلق بإمكانية تجنيب برنامج الجزائر الالكترونية أخطار تسريب الوثائق والمعلومات مثلما جرى في قضية ''ويكيليكس''، أنه لابد من الرقابة المحكمة على كل الأنظمة الالكترونية المكونة لهذا البرنامج وعدم ترك أي ثغرة مهما كانت، يمكن من خلالها قرصنة المواقع. وبخصوص ما جرى في قضية ''ويكيليكس''، قال الخبير دردوري ''أن الأمر لايعدو أن يكون خطأ تقنيا متعمدا تواطأ فيه شخص أو عدة أشخاص بهدف خدمة مصلحة شخصية معينة على حساب أشخاص آخرين''، معتبرا أن التسريبات الخطيرة للوثائق والشهادات التي استهدفت العديد من الدول أكثر خطورة من الجريمة في حد ذاتها باعتبارها عابرة للحدود وفي متناول الرأي العام. كما أكد المتحدث أن كل ما جاء به هذا الموقع مجهول الهوية يدعو المختصين وخبراء المعلوماتية الى تشديد الاهتمام أكثر بالمناطق الأكثر عرضة لمثل هذه الأخطار مع مراعاة برامج التأمين والحماية الملائمة. كما قدم عبد العزيز دردوري بطاقة فنية عن هذا الموقع الذي يعد موقعا للخدمة العامة مخصصا لحماية الاشخاص الذين يكشفون الفضائح والاسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة وكذا الانتهاكات التي تطال حقوق الانسان أينما وكيفما كانت. وقال إن تأسيس ويكيليكس يعود الى سنة ,2007 حيث استغل القائمون عليه نشر المعلومات وخوض الصراعات القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي تأسس عليها والمتعلقة بالصدقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية مع مراعاة حق الناس في تاريخ جديد. موضحا أن هذا الموقع يحظى بشبكة نشطة من المحامين والحقوقيين للدفاع عن المعلومات المنشورة وحتى مصادرها التي لا يمكن مراقبتها أو منعها. وأكد في هذا الاطار، أن ويكيليكس سبق له ان تحصل على حكم قضائي صادر من المحكمة العليا بالولايات المتحدةالأمريكية التي برّأته من أي مخالفة ضده وهذا على خلفية نشره لما يعرف بأوراق البنتاغون التي أماطت اللثام عن العديد من الأسرار حول حرب الفيتنام. وقدم الخبير عرضا مستفيضا عن كيفية نشر أي وثيقة أو معلومة عبر هذا الموقع الذي لايحتاج الشخص فيه سوى تحميل الوثيقة المراد عرضها مع تحديد اللغة والبلد وعرضها على مختصين يؤكدون توفرها على شروط النشر المطلوبة لتلقى الضوء الأخضر في نهاية المطاف حتى توزع على مسودات خدمة احتياطية داعمة. وفي الاخير، أجمع المتدخلون في النقاش المفتوح الذي أعقب الندوة على أهمية تطوير برامج تأمين مواقع الاعلام الآلي محليا من خلال تشجيع تكوين الاطارات والكفاءات الوطنية في هذا المجال حتى نتحصل في الأخير على قاعدة حماية صلبة يصعب اختراقها أو قرصنتها.