صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، أمس بالأبيض سيدي الشيخ، أن الطريقة الشيخية تأسست على مبادئ الإيمان والعمل ثم الجهاد ''وهي المبادئ التي حملتها ثورات الأمير عبد القادر الجزائري والمقراني والشيخ بوعمامة''. (وأج) وفي كلمة افتتاح المتقى الوطني حول الطريقة الشيخية الذي يتناول موضوع ''القيم الروحية والرؤية الوطنية للطريقة الشيخية''، ذكر الوزير أن الطريقة الشيخية ''تأسست على مبادئ الإيمان والعمل ثم الجهاد''، وهي ''المبادئ الراسخة والهادفة والتي حملتها ثورات الأمير عبد القادر الجزائري والمقراني والشيخ بوعمامة''، داعيا المشاركين في هذا الملتقى إلى تحليل الطريقة الشيخية ومختلف المراحل التي مرت بها، كما أوضح الوزير أن الملتقى يهدف إلى البحث في أصول وفروع الطريقة الشيخية ''سعيا وراء بعث الروح في مسيرة علماء الجزائر وهي الروح المستمدة من تاريخهم ومسارهم''، مؤكدا على ضرورة ''تلقين الشباب الأسس والمبادئ الأصيلة التي نشأ عليها هؤلاء العلماء من خلال إحياء وبعث أفكارهم وتوجهاتهم''. وسيكون للجانب التاريخي لمقاومة أولاد سيدي الشيخ وتاريخ العائلة البوبكرية بالإضافة إلى التراث الصوفي من خلال تناول كتاب ''منظومة الياقوتة'' الذي ألفه مؤسس الطريقة الشيخية الحظ الأوفر من هذه الأشغال، كما أوضح مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة الوصية. وتربط الطريقة الشيخية بالولي الصالح عبد القادر بن سليمان بن أبي سماحة المعروف بسيدي الشيخ، المولود -حسب العديد من الروايات- سنة 1533 بالقرب من منطقة الشلالة الظهرانية بولاية البيض، وسميت باسمه الطريقة الشيخية أو البوشيخية، حسب ما هو متداول في عدة مناطق وتعتبر أحد فروع الطريقة الشاذلية. وتعد الشيخية، طريقة إسلامية سنية صوفية تحث على طاعة اللّه والالتزام بالسنة النبوية الشريفة، وتدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة ومحاربة البدع وإشاعة السلم والتكفل بالفقراء، و لها أذكار وأوراد خاصة بها يرددها مريدوها، وتقوم هذه الطريقة برسالة تحفيظ القرآن الكريم وتعليم أصول الدين وعلومه على ضوء الفقه المالكي . وقد حفظ مؤسس الطريقة الشيخية القرآن العظيم في سن مبكرة ودرس العلوم الشرعية على يد عدة مشايخ من بينهم الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر وسيدي عبد الجبار وسيدي موسى حسن الكرزازي، كما تذكر بعض الروايات. وتوفي هذا الولي الصالح سنة 1616 عن عمر يناهز 85 سنة إثر تعرضه لإصابات جسدية في معركة ضد الإسبان وقعت بضواحي وهران، ودفن بمنطقة الأبيض سيدي الشيخ بناءا على وصيته، وقد أصبح ضريحه منذ ذلك الحين مزارا سنويا لمريديه وأتباع الطريقة الشيخية. ويعتبر الشيخ بوعمامة -حسب مصادر تاريخية- من بين أبرز شيوخ الطريقة الشيخية بعد مؤسسها الولي الصالح سيدي الشيخ. ولهذه الطريقة الصوفية أعداد كبيرة من المريدين ببلاد المغرب العربي وأوروبا وأمريكا وهي المناطق التي وصلت إليها الطريقة عن طريق حفدة أولاد سيدي الشيخ.