شكل قطاع الشغل، الاستثمار والسكن النقاط الرئيسية التي تطرق إليها ممثلو المواطنين والمجتمع المدني لولايتي غردايةوورقلة، والذين أجمعوا على أن الاستثمار في المنطقة يعد محركا للتنمية المحلية وخالقا للثروات والشغل، وبالتالي فمن الضروري ترقيته وتشجيعه من خلال اتخاذ إجراءات تحفيزية من الجانب الجبائي والتقليص من أسعار الطاقة والماء، وكذا الرفع من الحصص المالية المخصصة لصندوق الجنوب. وأعرب ممثلو المجتمع المدني خلال اللقاء التشاوري الخاص بجلسات التنمية المحلية التي يشرف عليها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي عن رغبتهم في إشراكهم من طرف السلطات العمومية في اتخاذ القرار وتطوير مناطق الجنوب وكذا تهيئة مواقيت العمل وفقا للظروف المناخية في مناطق الجنوب. ودعوا إلى تكييف إجراءات الاستفادة من السكن مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الاجتماعية التي تميز المنطقة وبالخصوص التكفل بنسب فوائد القروض الممنوحة لبناء السكنات. من جهة أخرى، أعرب المشاركون بولاية غردايةوورقلة، أول أمس، عن رغبتهم في زيادة أماكن الاستجمام والترفيه في مناطق الجنوب وكذا إنشاء نظام للمنافسات الرياضية لفائدة الجنوب بنفس المستوى الذي تنظم عليه في المناطق الأخرى من البلد. كما أعرب المتدخلون عن انشغالاتهم المتعددة، خاصة تنشيط بعث المشاريع الكبرى المهيكلة الرامية إلى فك العزلة عن ولايات الجنوب خاصة النقل بالسكك الحديدية والطريق السيار شمال- جنوب وجنوب- جنوب وإعادة تهيئة مطارات الجنوب خاصة مطار ورقلة وترقيته إلى مطار دولي. كما تم اقتراح تعزيز الإجراءات المتخذة لدعم القطاع الفلاحي من خلال تخفيض تسعيرة استهلاك الماء والطاقة وفصل شبكات الري عن شبكة التزويد بالمياه الشروب وكذا تشجيع تطوير الفروع المختصة مثل زراعة التمور وتربية الجمال وإنتاج الحليب. وأكد المشاركون على ضرورة تشجيع المستثمرين الخواص بشمال البلاد من أجل الاستثمار في الجنوب للمساهمة في القضاء على اختلال التوازن الجهوي والبطالة وكذا إنشاء المرافق لفائدة السكان خاصة في قطاع الصحة. وبخصوص التعليم العالي، أعرب العديد من الطلبة عن استيائهم من نوعية التعليم في جامعات الجنوب خاصة بورقلة بسبب غياب أساتذة قادمين من كبريات الجامعات وآفاق حقيقية لتوظيفهم بعد حصولهم على الشهادات والتخرج. وسمح اللقاء التشاوري حول التنمية المحلية بغرداية الذي ضم مسؤولي ولايتي غردايةوورقلة في جلسته الأولى للواليين بإبراز الجهود التي بذلتها السلطات العمومية في العشرية المنصرمة ومؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتلاه تدخل منتخبي ولاية ورقلة للتعبير عن انشغالات وتطلعات المواطنين بهذه الولاية إزاء البرامج التنموية التي تم تنفيذها من طرف السلطات العمومية. وفي مداخلة له لدى افتتاح هذه الجلسة، حث السيد باباس ممثلي المجتمع المدني على التعبير عن مقترحاتهم والتطرق لها بكامل حرية بهدف إثراء النقاش حول الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية وكذا ترقية ثقافة الحوار في مجتمعنا.