تعادلت تشكيلة النصرية من جديد، وهي التي كانت تسعى إلى تحقيق أول انتصار لها بعد مرور أربع جولات عن البطولة، لكن يكفيها أنها أنجزت أمام مولودية الجزائر مباراة كبيرة بشهادة كل الحضور بملعب الروبية، والفضل في إنجاح ذلك الداربي الساخن، يعود بالدرجة الأولى إلى لاعبيها الذين دخلوا أرضية الميدان بنية فتح باب التسجيل مبكرا، ومكنتهم إرادتهم الفولاذية من فرض وتيرة سريعة لمجريات اللعب في الشوط الأول، لكن التسرع في إنهاء الهجومات على مقربة من مرمى المولودية لم يسمح لكل من قلب الهجوم صايبي بمباغتة الحارس عز الدين في محاولتين بالرأس، ودرارجة وبن يحيى وسواكير، الذين لم ينجحوا في تصويب الكرة بدقة داخل منطقة العمليات. ونجحت النصرية من الناحية التكتيكية في فرض طوق كلي على منطقة الخصم الذي اضطر في عدة مرات إلى التراجع وتفادي المغامرة كثيرا في الهجوم، حيث هدد مرة واحدة فقط دفاع النصرية عن طريق قلب الهجوم أوسالي الذي تصدى لتوغله الحارس ناتاش. المدرب مجاهد تأخر كثيرا في إقحام البدلاء وربما كان من الأجدر على مدرب النصرية نبيل مجاهد الإسراع في إحداث تغييرات ضمن تشكيلته، من أجل السماح بالحصول على نفس جديد كانت في حاجة ماسة إليه، بعد التعب الذي نال من عناصرها التي أعطت كل ما لديها من جهد في المرحلة الأولى من اللعب، وهو ما يفسر تراجع الفريق إلى الوراء بعد انطلاق الشوط الثاني، حيث وقع خط دفاعه تحت ضغط كبير إلى غاية فتح باب التسجيل من طرف مولودية الجزائر التي كادت أن تلحق بمنافستها الضربة القاضية لولا براعة الحارس ناتاش الذي تصدى بشجاعة كبيرة للقطتين خطيرتين من كودري ويانيس. ولحسن حظ النصرية، أن تجربة مدافعها خديس أنقذت الفريق من تلقي الهزيمة، حيث نجح هذا الأخير خلال الوقت الضائع من المباراة في تنفيذ مخالفة ذكية سمحت لزميله سواكير بتعديل النتيجة. غير أن لاعبي نصر حسين داي خرجوا من هذا اللقاء مرفوعي الرأس وكانت الابتسامة بادية على وجوههم، لأن فريقهم لعب على طريقة الكبار وكان بوسعه الخروج منتصرا من هذه المواجهة لولا سوء الحظ الذي يلاحق خط هجومه بشكل خاص، حيث صار واضحا أن عملا كبيرا ينتظر المدرب نبيل مجاهد، المطالب بإيجاد الحلول التي تمكن تشكيلته من اللعب في المستقبل بفعالية أكثر. المدرب نبيل مجاهد : عناصري عانت من الضغط امتزجت ملامح وجه مدرب النصرية نبيل مجاهد في نهاية المباراة بين الارتياح والاستياء، لكنه سارع في تصريحاته إلى التعبير عن رضاه التام بالمردود الذي ظهر به فريقه في اللقاء، حيث قال : '' لقد كنا تحت الضغط منذ التعادل الذي سجلناه بملعب 20 أوت ضد جمعية الشلف، وقد تجاوزنا هذا العامل بصعوبة كبيرة، لكن على العموم أنجزنا مباراة كبيرة أمام منافس لا يمكن الاستهانة بقدراته، بدليل أنه تحمل ضغطا كبيرا في الشوط الأول ورجع بقوة في نصف الساعة الأخير من اللعب. هذا التعادل يحمل في نظري طعم الانتصار، لأننا خضنا المباراة بقوة كبيرة ولم نفقد الآمل في تعديل النتيجة إلى غاية اللحظات الأخيرة من الوقت الضائع''. وأقر مجاهد بأن فريقه يعاني من بعض النقائص وأشار بشكل خاص إلى ضعف الانسجام الحاصل على مستوى خط الهجوم. مؤكدا أن أمامه حلول كثيرة للحصول على الفعالية اللازمة.