يطالب سكان العاصمة وبالخصوص سكان الرغاية السلطات المعنية، بالتدخل لإنقاذ بحيرة الرغاية من الإهمال الذي طالها وإعطائها العناية اللازمة، بعدما تحولت من موقع سياحي نادر إلى منطقة هجرتها الطيور والزوار الذين كانوا يقصدونها في أيام العطل من أجل الراحة وقضاء أوقات ممتعة بجوارها، إلا أنها تحولت في السنوات الأخيرة من محمية طبيعية ذات طابع عالمي إلى مكان لتجميع المياه القذرة ومختلف الحشرات الضارة. لا شك أن الزائر لبحيرة الرغاية يكتشف الوضع المتردي الذي يوجد عليه هذا المرفق السياحي الذي يعد من أجمل المناطق الطبيعية بالجزائر العاصمة التي غزاها الإسمنت والبناءات الفوضوية، فبعد خمس سنوات من تدشينها، أصبحت البحيرة تستغيث مثلما لاحظت ''المساء'' خلال زيارتها للموقع في الأيام الأخيرة، فأول ما يشد الانتباه هو تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من مياه البحيرة التي بدت وكأنها مكان مهجور لغياب الحركة، باستثناء الحارس الذي هم بفسح الطريق والسماح لنا بالدخول من خلال فتح السلسلة الحديدية والاحتفاظ ببطاقتنا المهنية، فكلما يسير الزائر نحو هذا المكان الواقع شرق العاصمة، يلاحظ أنه مهمل ويحتضر لغياب المقاييس الدولية المعمول بها، رغم الميزانية التي تخصص لحمايتها وتأهيلها ودفع رواتب عمالها، فكلما يتقدم الزائر نحو الداخل، يتأكد أن هذه الأخيرة التي استبشر العاصميون خيرا عند تدشينها سنة 2006 طالتها يد الإنسان فلوثت مياهها، كما أصبحت البنايات الفوضوية تحيط بها في ديكور منفر لضيوفها الذين كانوا يقصدونها من كل أنحاء العاصمة، للتمتع بالمنظر الأخضر الكثيف المُحيط بالبحيرة، كما أدى الانعدام الكلي للأمن إلى نفور عشرات العائلات التي كانت تقصد البحيرة التي لم تعد الفضاء المثالي للراحة وبسط موائد الأكل والقهوة والشاي، مثلما أكده لنا مصدر من إدارة البحيرة، مشيرا إلى أن العائلات تعود أدراجها بمجرد الاقتراب من الموقع بسبب الرائحة الكريهة للمياه الملوثة التي تصب فيها النفايات الصناعية، مما أدى إلى انتشار الحشرات الضارة مثل البعوض، وعدم مقاومة الطيور المهاجرة إليها من أوروبا لهذا المحيط، مما أدى إلى وفاتها وبقاء عدد قليل منها فقط فوق المنطقة البحرية التي تمثل 900 هكتار، بالإضافة إلى600 هكتار برية، إذ لم تعد البحيرة تجمع مختلف الأصناف الحيوانية والنباتية الهامة لضمان التنوع البيولوجي. ولم يخف مصدرنها امتعاضه من الوضعية التي آلت إليها المحمية التي لم تخضع للتنقية منذ تدشينها، فضلا عن الغياب الكلي للأمن، وهو ما أكده بعض أصحاب محلات الأكل السريع الذين أشاروا إلى أن المكان أصبح فارغا ولا يقصده الزوار إلا نادرا، بسبب تدهور وضعيته ونقص المرافق الضرورية التي تتطلبها مثل هذه الأماكن السياحية، فحتى المنطقة الغابية التي تشكل منظرا طبيعيا خلابا ومنفردا واجتماع الماء والخضرة في مكان واحد لم تعد تستهوي الزوار،لأن القائمين على البحيرة لم يولوا أهمية للحفاظ عليها والعمل على استقطاب أكبر عدد من المواطنين، للمساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة التي تعاني نقصا فادحا في مثل هذه الفضاءات التي تلجأ إليها العائلات للراحة والتمتع بالطيور الرائعة الجمال وزاهية الألوان، التي كانت متواجدة في الأيام الأولى لتدشين البحيرة.. وفي هذا الصدد، أبدى بعض سكان الرغاية ممن تعودوا زيارة البحيرة منذ سنوات طويلة، تذمرهم من تدهور البحيرة وما يحيط بها، مشيرين إلى الوضعية المتردية التي يوجد عليها الطريق المؤدي إليها، والذي أصبح طريقا ترابيا مملوء بالحفر، مما يتطلب تدخل السلطات المحلية لتهيئة هذا الأخير، كما يجب على الوصاية التدخل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها ببحيرة الرغاية، التي بإمكانها أن تصبح لؤلؤة للسياحية بالجهة الشرقية للعاصمة إذا ما تم الاهتمام بها أكثر.