يشتكي المئات من الشباب المستفيدين من آلية التشغيل، في إطار الإدماج المهني لحاملي الشهادات بولاية بومرداس، من تأخر رواتبهم لمدة تزيد عن السبعة أشهر، خاصة أن غالبيتهم من أصحاب العقود الجديدة لسنة ,2011 والذين تم تنصيبهم في مختلف القطاعات الحيوية، مطالبين بتدخل الجهات الوصية. وحسب ممثلين عن هؤلاء الشباب في حديثهم ل ''المساء''، فإن طول مدة استلام رواتبهم -وهي الوضعية التي أصبحت لا تطاق في حد تعبيرهم- دفعت العديد منهم إلى التوقف عن العمل والعودة إلى عالم البطالة، أمام كثرة المصاريف طيلة هذه الفترة، وعدم تحرك مصالح مديرية التشغيل لولاية بومرداس لصب رواتبهم في آجالها المحددة، بالموازاة مع إلزامهم بإيداع ورقة الحضورالشهرية بشكل دوري وفي أوقات محددة، ورغم علمهم المسبق -يضيف محدثونا- بالإجراءات المعمول بها ضمن هذه الآلية والتي تحول دون صرف الرواتب خلال شهرين على أقصى تقدير، مثلما كان معمولا به في السابق، إلا أن المدة تجاوزت الستة أشهر لدى العديد منهم، وهو ما حال دون انخراطهم كذلك لدى مصالح الضمان الاجتماعي، وهو مشكل آخر يطرح في هذا الوضع، أمام اشتراطها على المشتركين حصولهم على مرتبات الأشهر الثلاث الأولى لإيداع ملفاتهم. ورغم الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الدولة لامتصاص البطالة في أوساط الشباب في جميع الولايات، إلا أن البيروقراطية التي تسير عليها عمليات التوظيف وصرف الرواتب للمستفيدين من آليات التشغيل بمختلف فروعها في عدد من الولايات، عرقلت إنجاح هذه المجهودات بشكل نسبي، وهو ما يترجمه الواقع جزئيا بولاية بومرداس، أين ينتظر هؤلاء الشباب من خريجي الجامعات ممن ظفروا بمنصب عمل خاصة ببلديات ودوائر خميس الخشنة، بود واو وبومرداس في مختلف القطاعات الحساسة وعلى رأسها قطاع التربية، حيث تم توظيف هؤلاء الشباب في مختلف المؤسسات التربوية لسد النقص بها، إلا أن مجهوداتهم لم يقابلها أي مقابل مادي منذ بداية عملهم، وهو ما يطالب به هؤلاء من خلال صرف أجورهم المتأخرة كاملة، وفي أقرب الآجال أمام الوعود التي منحتها مديرية التشغيل لبومرداس بمعالجة وضعيتهم قريبا، وهو ما أكده أحد المسؤولين ل ''المساء'' من خلال الشروع في صرف الرواتب قريبا دون إعطاء موعد محدد، حيث ستشمل العملية كذلك أصحاب العقود التي تم تجديدها بسنة إضافية قابلة للتجديد، حيث يواجه المستفيدون هم كذلك نفس الوضعية تقريبا، في انتظار تدخل الجهات الوصية لفرض حل نهائي لانشغالات هؤلاء الشباب.