نظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام أول أمس، زيارة خاصة بالإعلاميين لمحلقة الديوان الوطني للثقافة ''المركب الثقافي عبد الوهاب سليم'' والذي يتم افتتاحه الرسمي نهار اليوم. تدعمت الثقافة بولاية تيبازة بمرفق ثقافي هام يغطي نسبة كبيرة من احتياجاتها الثقافية، ألا وهو المركب الثقافي عبد الوهاب سليم، حيث وقف جمع من الإعلاميين على مرافق هذا المركب الجديد وطافوا بطوابقه الثلاثة واطلعوا على مختلف مرافقه التي ستعمل على تفعيل الثقافة الوطنية بكل تنوعاتها، وذلك من أجل المشاركة في الحفاظ وتفعيل التراث الثقافي المحلي والجهوي وإبراز المواهب في مجال الثقافة والفنون. كما ستواكب المنطقة من خلال هذا المركب وبالأخص فئة الشباب منها، التكنولوجيات الحديثة والاستفادة منها في مجال الإعلام والاتصال، وذلك من خلال الفرص التي يوفرها هذا الفضاء الثقافي الجديد. المركب الثقافي عبد الوهاب سليم يهدف إلى تقديم نشاطات ثقافية وفنية تلبي حاجيات السكان وتبرز المخزون الثقافي والفني للمنطقة كالحكايات الشعبية والأساطير والأعمال والصناعات التقليدية، تاريخ المقاومة الوطنية بالمنطقة والفنون التشكيلية والفنون الدرامية. يحتوي المركب الثقافي عبد الوهاب سليم بشنوة على المرافق التالية: المكتبة التي تتوفر، حسب المكلفة بها، على أكثر من ثلاثة آلاف عنوان من مختلف المواد العلمية والأدبية والتاريخية والدينية واللغوية خدمة للطلبة والتلاميذ. كما يتوفر هذا المولود الثقافي الجديد بتيبازة، على قاعة الانترنيت للراغب في الإبحار في هذه التكنولوجيا من معرفة، والقاعة مجهزة بعتاد متطور وكامل. كما يتوفر المركب على رواقين مخصصين للمعارض ومجهزين بدعائم ومواصفات عالية، كما توجد به قاعة خاصة لبرمجة الأفلام السينمائية، كما تتيح لرواد السينما إنشاء ناد خاص بهم. المركب الثقافي عبد الوهاب سليم يتوفر إضافة إلى المرافق السابقة، على عدة ورشات تكون في خدمة الجمعيات الثقافية من أجل تفعيل التنشيط الثقافي، وتتيح للمواهب الشابة للمنطقة في مجال المسرح، الشعر، الغناء، الفنون التشكيلية، الصناعات التقليدية، الاحتكاك بأهل الاختصاص، كورشة تعليم اللغات وتحتوي على ثلاث قاعات، قاعة لدروس الفنون الدرامية، فضاء خاص بالبالي، فضاء الباحث. كما يعمل المركب الثقافي من خلال الأسابيع الثقافية مع مختلف ولايات الوطن بالتعاون مع مديريات الثقافة، بهدف الاطلاع ومعرفة كل ما تزخر به بلادنا من موروث ثقافي وفني متنوع لإتاحة فرص التبادل الثقافي بين مختلف مناطق الوطن. المركز الثقافي عبد الوهاب سليم يعد من جانب آخر نافذة على الذاكرة الوطنية، من خلال الاحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية، وذلك من أجل توعية الأجيال بهوية وذاكرة الشعب الجزائري وما قدمه من تضحيات في سبيل بناء جزائر متطورة. لم يتوقف المركب على توفير المرافق والهياكل المساعدة على التفعيل الثقافي لمدينة تيبازة، بل اهتم أيضا بالناحية الإنسانية، وذلك من خلال توفير المركز لفضاء مثالي لالتقاء الجمعيات والفاعلين في الثقافة بالمنطقة للعمل والإبداع. كما توجد بالطابق العلوي من المركب قبة مرصد لعلم الفلك، وهي خاصة بالمهتمين بهذا العلم للالتقاء وتبادل المعارف في هذا المجال، المرصد الفكلي ما يزال في طور الإنجاز. الموقع الجغرافي للمركز يقع المركز في منطقة شنوة يحده شمالا البحر الأبيض المتوسط وغربا محلات تجارية ومن الجنوب الطريق الولائي ومن الجهة الشرقية سكنات خاصة، المساحة الإجمالية لهذا الصرح الثقافي تقدر ب 94,7241 مترا مربعا، حيث يتربع الطابق السفلي على مساحة 89,2016 مترا مربعا، ويحتوي على بهو المدخل الرئيسي، رواق مخصص للمعارض وورشة للرسم، ورشة للصناعات التقليدية ومعرض خاص بالآثار، بينما الطابق الأول يحتوى على مساحة 62,345 مترا مربعا تضم قاعة للعروض والمحاضرات تستوعب 250 مقعدا، ورشة للمسرح، ورشة للموسيقى ومخزنا. أما الطابق الثاني من المركب فمساحته تقدر ب 93,1867 مترا مربعا ويحتوي على مكتبة تتسع ل 200 مقعد، وهي مخصصة للمطالعة، قاعة للكتب وقاعة للعروض السينمائية، مقهى أنترنيت، قاعة مخصصة للسمعي البصري، مقهى الفنانين.
أما الطابق الثالث فمساحته الإجمالية تقدر ب 11,556 مترا مربعا وهو فضاء خاص بعلم الفلك يتكون من مرصد وناد وقاعة للمختصين في الميدان وقاعة للاستعارات الخاصة وقاعة للمطالعة وقاعة مخصصة للإنتاج، بالإضافة إلى هذه المرافق، مسرح الهواء الطلق ويتسع لحوالي (1000 مشاهد) ويضم أيضا غرف تبديل الملابس للفنانين وورشة لإعداد الملابس. الأستاذ عبد الوهاب سليم عبد الوهاب سليم واسمه الحقيقي شباطي عبد الوهاب، ولد سنة 1931 بمدينة عين البيضاء ولاية أم البواقي، بدأ حياته الفنية مبكرا بالتعلم على آلة العود مع الموسيقار السيد مكي، انتقل إلى فرنسا وانضم إلى المدرسة الموسيقية باستراسبورغ، عاد إلى الجزائر العاصمة بعد أدائه للتجنيد الإجباري سنة 1952 لمتابعة دروس السولفاج على يد الأستاذ ''مارك كاريونال''، كما كان له اتصال بأكبر الموسيقيين أمثال التونسى صرارفي قدور، التحق سنة 1956 بالثورة التحريرية، وكان عضوا فعالا في تقديم المساعدة والمؤونة والأدوية، كما كان من بين منظمي مظاهرات 11 ديسمبر ,1960 بعد الاستقلال واصل عبد الوهاب سليم دراسته الموسيقية وبالخصوص الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية والأندلسية، واشتغل مسيقيا بالإذاعة والتلفزيون وأستاذا بمعهد الموسيقى، كما أشرف على جوق الإذاعة والتلفزة وكون أوركسترا الحرس الجمهوري. كرم عبد الوهاب سليم من فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة اليوم الوطني للموسيقى الكلاسيكية، وانتقل إلى جوار ربه يوم 25 نوفمبر 1999 بمدينة بواسماعيل.