قصد "المساهمة في ارتفاع سقف المنافسة على الجودة والاحتراف والإبداع سواء بسواء" و"التجمّع من أجل المساهمة في الرقي بنضارة الوجه الثقافي للجزائر المحروسة"، اجتمع أوّل أمس بقاعة "الموار" تحت رعاية الديوان الوطني للثقافة والإعلام، مجموعة من الإعلاميين للإعلان عن ميلاد تجمّع جديد اختير له اسم "المنتدى الجزائري للإعلام الثقافي". القائمون على هذا التجمّع الجديد انطلقوا في مقاربتهم التأسيسية من رسالة رئيس الجمهورية للفنانين بمناسبة عيدهم الوطني، حيث أكّد أنّ "إنشاء صناعات ثقافية يعدّ بمثابة الأرضية المادية لازدهار غير مسبوق في مجال الثقافة والفن في بلادنا"، ليتوقّفوا عند "جدوى الإعلام الثقافي في مواكبة هذه الصناعة الثقافية التي تتبدى نهضة غير مسبوقة في شتى المجالات منذ ما يقارب العقد من الزمن، وهي المواكبة التي تكون الرأسمال الحقيقي في إرساء الثوابت الثقافية الوطنية والمساهمة في بناء المجتمع الراشد". وأشار سعيد حمودي ممثلا عن المبادرين أنّ المنتدى "وليد ثقافي يحاول وضع أولى خطواته في الفضاء الثقافي والإعلامي في الجزائر..مجموعة من الإعلاميين الجزائريين الذين كان حظّهم أن يتخصّصوا في شؤون الثقافة والفن والآداب وليس بين أيدينا إلا أعناق تشرئب لمستقبل أكثر إشراقا دون أن تلتفت إلى خطاب اليأس الذي صار حملة ذات إساءة عامة بالنظر إلى جملة الإرباكات والارتباكات التي يشهدها المشهد الإعلامي الجزائري". الإعلان عن ميلاد المنتدى الجزائري للإعلام الثقافي حضره كاتب الدولة لدى الوزير الأوّل المكلّف بالاتصال عز الدين ميهوبي الذي تمنى أن يعمّر المنتدى طويلا خدمة للثقافة والإعلام وأن نستشعر فيه الاستثمار في الوعي المشترك، وأشار إلى أنّ الإعلام الثقافي هو "الابن اليتيم" للإعلام، متأسّفا في نفس السياق لتقصير وسائل الإعلام واهتمامها المحدود بالثقافة حتى صارت تقدّم الثقافة في المناسبات فقط، وقال "الثقافة نوع من المقاومة..مقاومة الخوف..مقاومة المجهول". عز الدين ميهوبي الذي تحدّث بنبرة فيها مزيج من الأسى والحزم وهو يخوض في راهن الإعلام الثقافي في الجزائر، أكّد أنّ "مستقبل الجزائر الثقافي ليس في المدن الكبرى ولكن في العمق لأنّها خالية من ثقافة الكواليس والمؤامرات"، داعيا إلى الأخذ بيد المبدعين الشباب في كلّ المجالات لبعث الثقافة الوطنية، والاهتمام بكيفية التعاطي والتعامل مع الثقافة كمنتوج، فالمثقّف هو من ينتج ويقدّم إضافة نوعية للمجتمع، وعندما يتحقّق هذا التراكم تتحقّق النهضة، ليحثّ في الأخير الشباب على الاستثمار في الانترنت بتقديم الثقافة الجزائرية الأصيلة للعالم والاستفادة مما يقدّمه العالم في هذا المجال. من جهتها، أبدت وزيرة الثقافة خليدة تومي استعداد دائرتها الوزارية التام والكامل لدعم هذه المبادرة ولم لا الوصول إلى مستوى شراكة حقيقية ووضع كل الإمكانيات والوسائل في خدمة هذا المولود الثقافي من أجل نجاحه واستمراره، مؤكّدة أنّ "الإعلام الثقافي هو مرآة هذا الشعب"، مشيرة إلى ضرورة بلوغ الاحترافية والتخصّص في مجالات الإعلام الثقافي حتى يواكب مختلف الإبداعات ويسهم في تحريك الشأن الثقافي. اللقاء الأوّل للمنتدى الجزائري للإعلام الثقافي الذي حمل شعار "الإعلام ثقافة" كرّم "المشتغل في الثقافة الأصيلة" الأستاذ الطاهر بن عيشة عرفانا لمجهودات وعطاء "المسكون بحبّ المعرفة"، حيث تمّ عرض بالمناسبة شريط مصوّر عن المشوار الثقافي للطاهر بن عيشة والتحقيقات والروبورتاجات التي قام بها في شتى أنحاء العالم عن الحضارة الإسلامية في إفريقيا وآسيا وغيرها من الأعمال على غرار "حراس التراث"، وعن التكريم قال الأستاذ بن عيشة أنّه موقف نبيل من تشكيلة جاءت خدمة للثقافة عليها أن تقدّم لشعبها ما قدّمته هي لها. وتخليدا لروح المصوّر الصحفي احميدة غزالي الذي رحل عنا منذ فترة، نظّم الديوان الوطني للثقافة والإعلام معرضا لصور المصوّرة سعاد غبالو ضمّ صورا لمختلف الأحداث الثقافية والفنية التي نظّمها الديوان واحتضنتها الجزائر مند تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" عام 2007. وللإشارة شهدت قاعة "الأطلس" أشغال ندوتين، وتمحورت الندوة الأولى حول "الإعلام الثقافي في المؤسسات الإعلامية" وشارك فيها كلّ من عز الدين ميهوبي، عبد الوهاب بوخنوفة، مصطفى مصطفاوي، وخصّصت الندوة الثانية للحديث عن "الإعلام الثقافي بين النخبوية والجماهيرية، البحث عن الخصوصية"، مع كلّ من سوسن الأبطح من لبنان، رشيد إدريسي من المغرب وجمال حازورلي من الجزائر، وإلى جانب هذا فتح المنتدى ورشتين، الأولى عن "الروبورتاج الثقافي" تحت إشراف اللبنانية سوسن الأبطح رئيس القسم الثقافي بجريدة "الشرق الأوسط، والثانية عن "النقد السينمائي" من تنشيط عبد الرزاق هلال.