كشف وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيد موسى بن حمادي، أول أمس، عن تنصيب لجنة وزارية لمتابعة إشكالية المكاتب البريدية بالمناطق النائية والريفية المتعلقة بنقص اليد العاملة وعدم ملاءمة ساعات العمل مع انشغالات الزبائن، مقررا إرسال فرق تفتيش -في إطار نشاط شرطة البريد- كل المكاتب البريدية للوقوف على تجاوزات العمال ومعاقبتهم بالطرد بعد الإنذار الثالث، في حين أشار ممثل الحكومة إلى تقدم المشاورات بغرض تحويل نظام عمل مؤسسة بريد الجزائر ليكون مجمعا بعد تفرع عدد من خدماته، حيث سيتم الإعلان عن فتح بنك البريد السنة المقبلة بعد استيفائه كل الشروط الضرورية. ولدى اطلاع وزير القطاع على نشاط المكاتب البريدية بولاية تيبازة، وعد المواطنين بإعادة النظر في ساعات العمل المحددة لعدد من المكاتب البريدية التي تقع في الجبال والقرى البعيدة، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يغلق المكتب البريدي أبوابه في منتصف النهار ولا يفتح لغاية الساعة الثالثة زوالا، الأمر الذي يدفع المواطنين إلى التنقل إلى البلديات الكبرى لسحب أموالهم، كما تم إعلام الوزير من طرف عدد من المنتخبين المحليين بالتجاوزات التي تعرفها بعض المكاتب والنقص الفادح في اليد العاملة، وهي الإشكالية التي ردت عليها مديرة البريد على مستوى الولاية بكون البنات لا يرغبن في العمل بالمناطق النائية مما يستوجب من المديرية توظيف الرجال فقط بالنسبة لهذه المكاتب، وبخصوص توقيف 107 عامل في إطار عقود ما قبل التشغيل وعدم توظيف سوى عشرة منهم، أكد الوزير أنه سيدرس الوضع شخصيا، مشيرا إلى أن الإشكال يدخل في إطار سوء التوزيع، منبها المسؤولين بخروج فرق التفتيش في إطار شرطة البريد لمعاقبة القابضين المتخلفين عن عملهم وباقي العمال، خاصة في المناطق النائية. ولدى استفسار الوزير عن إشكالية السيولة المالية، أكد مسؤولو القطاع بالولاية أن تيبازة لا تعرف الإشكال، حيث سجلت منذ بداية شهر جانفي وإلى غاية 8 أوت الفارط توزيع 19 مليار دج في الوقت الذي استقبلت فيه الخزائن البريدية التابعة ل69 مكتب بريدي 38 مليار دج، الأمر الذي جعل ولاية تيبازة قبلة للعديد من المكاتب البريدية للولايات المجاورة للتزود بالأموال، منها ولاية الشلف التي تم تموينها منذ أيام ب300 مليون دج، وفي الإطار، أكد الوزير لجوء مؤسسة بريد الجزائر في إطار استراتيجيتها الجديدة للحد من الإشكالية إلى تبادل حصص مالية ما بين الولايات المجاورة لسد العجز المسجل بعدد من المكاتب. ومن مجمل التوجيهات التي وجهها الوزير لإطارات الوزارة خلال تفقده عددا من مشاريع إنجاز مكاتب بريدية بكل من قليعة، شرشال وحجوط ضرورة أقلمة المخططات الهندسية للمكاتب البريدية الجديدة والتي تقوم بها مكاتب الدراسات مع الطابع المعماري المميز للولاية مع ضرورة تخصيص مساحات خضراء عند مداخل المكاتب البريدية، أما بالنسبة للسكنات الوظيفية، أصر ممثل الحكومة ضرورة إنجازها فوق المكتب البريدي والابتعاد عن التوسع بالعرض، كما استغل السيد بن حمادي فرصة زيارته للتقرب من المواطنين وعمال المكاتب البريدية للاستماع لانشغالاتهم ومطالبتهم بتحسين ظروف الاستقبال والتقيد بالتوصيات والنشريات التي ترسلها المديرية العامة في كل مرة، القاضية بالتقرب من الزبائن وتشجيع استعمال البطاقات المغناطيسية في عمليات السحب، مع استعمال أجهزة الحاسوب التي وضعت بقاعات الاستقبال للاستعلام عن الرصيد ومختلف الخدمات التي تقدمها المكاتب البريدية. وعلى هامش الزيارة، شدد الوزير على متعاملي الهاتف النقال بضرورة تغطية 17 نقطة سوداء عبر الطريق السريع وباقي القرى والمداشر، ومن جهته، أكد والي الولاية، السيد مصطفى العياضي، توجيه تعليمة لكل المقاولين بغرض تجهيز الأحياء السكنية الجديدة بخدمة ''أف تي تي اكس'' التي تسمح باستعمال كل من الهاتف والأنترنت واستقبال القنوات التلفزيونية الفضائية عبر كابل واحد، مشيرا إلى أن الولاية تنتظر تدخل الوزارة الوصية لتخفيض أعباء الاشتراك المقدرة حاليا ب70 ألف دج للرفع من عدد المشتركين.