تخضع حديقة التسلية المتواجدة بالطريق العلوي المؤدي إلى سطورة منذ فترة، إلى عملية تهيئة جديدة وكبيرة في إطار البرنامج الرامي إلى إعادة الاعتبار إلى مثل هذه المواقع السياحية الطبيعية، التي تعرضت خلال السنوات الأخيرة إلى زحف الاسمنت المسلح الذي حول مساحات من هذه الغابة، التي تعد من بين أجمل غابات مدينة سكيكدة المطلة على البحر، في تعانق حميمي زادها روعة نوعية النباتات النادرة المتواجدة بها، إلى سكنات وفيلات فخمة، مما ساهم في التقليص من مساحتها، ناهيك عن تحولها إلى وكر للانحرافات. وحسب السيد كاسيس صاحب الدراسة المتخصصة بإعادة تهيئة هذا الموقع، فقد أكد لنا أن الأشغال التي انطلقت مؤخرا على مساحة تقدر ب18 هكتارا ستسمح بإعطاء وجه جديد لهذه الغابة، من خلال حماية الموقع وما يزخر به من مختلف أنواع النباتات والأشجار وحتى الحشائش من جهة، ومن جهة أخرى تمكين السكيكديين من استغلال فضاءات هذا الموقع للتنزه والترويح عن النفس بعيدا عن ضجيج سيارات المدينة، حيث سيتم إنجاز بحيرة اصطناعية تمتد على مساحة تقدر ب 300 متر مربع، كما سيتم إنجاز حدائق نباتية، إضافة إلى رواق خاص بالعدو والجري موجه لهواة الرياضة الجبلية على طول 2 كلم، و كذا 06 مساحات للّعب، ومساحتين للتنزه في الهواء الطلق، وأخرى لألعاب الأطفال وأكشاك خدماتية ودورات للمياه، وحظيرة واسعة لتوقف السيارات تتسع ل200 مركبة خفيفة، كما تقرر تخصيص فضاءات خاصة لإقامة معارض لمختلف النباتات والأزهار والشجيرات ولكل ما له علاقة بحماية البيئة من كل أشكال التلوث، وفي هذا الإطار، سيتم إنجاز شبكة للكهرباء العمومية داخل كل مساحة الغابة بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وهذا بعد أن يتم تسييج كل محيط الموقع بجدران كبيرة من الخرسانة المسلحة. للإشارة، فإن مدينة سكيكدة تفتقر إلى حدائق للتسلية بأتم معنى الكلمة، على الرغم من احتوائها على مساحات شاسعة من الثروة الغابية التي تبقى بحاجة إلى تثمين.