تعتبر فاكهة التين سيدة الفواكه بمنطقة القبائل، حيث يولي القرويون أهمية كبيرة لزرع وغرس أشجارها وتقليمها، لضمان إنتاج وفير من سنة لأخرى، ويظهر الاهتمام بقوة بها من خلال تخصيص مسؤولي ولاية تيزي وزو ليوم تحيي فيه عيد التين، حيث تقرر أن تحتضن هذه التظاهرة قرية'' لمصلة'' التي تعرف بإنتاجها الوفير لهذه الفاكهة وذلك منذ 2007 بهدف الحفاظ على ثقافة الأجداد ومساعي الفلاحين الرامية إلى الاعتناء بهذه الشجرة التي تعد فاكهتها غذاء وصحة. ذكر السيد''م،م'' ابن قرية لمصلة التابعة لبلدية إيلولة أومالو(40 كلم عن تيزي وزو) ل ''المساء''، أن هناك أصنافا عديدة من فاكهة التين انقرضت، حيث كانت توجد في السابق أنواع مختلفة منه يزيد عددها عن 30 نوعا، ورغم مساعي الفلاحين للاعتناء ببعض الأنواع، إلا أن ذلك لم يمنع من انقراض حوالي 14 منها، حيث بقيت بعض الأصناف فقط منها ''الباكور''، ''اباقبوس''،''ابوعنقيق''،'' تيفرندروشت''،''اجنجار''،''ثعمرويث''، ''ثاغنيمت''، وهي أصناف تُهدّد بالإنقراض نتيجة الإهمال وعدم العناية بها لأسباب مختلفة. وأضاف ذات المتحدث أن فاكهة التين من نوع ''اجنجار''،''ثعمرويث''، ''ثاغنيمت''، تنتج مرتين في السنة ويعدّ تينها الجاف ذو نوعية رفيعة مقارنة ببقية أصناف التين الأخرى، مشيرا إلى أن الإعتناء بهذه الأنواع من الفاكهة أصبح قليلا، وأضاف قائلا: ''أن التين ينتج بكثرة على مستوى بلدية إيلولة أومالو التي تضم مساحة قدرها 553 هكتارا منتجة للأشجار المثمرة؛ 170 هكتارا منها تنتج فاكهة التين موزعة على كل من قرية لمصلة التي تتصدر قرى البلدية من حيث الإنتاج، ثم قرية ''ايقراعوين''،''مزقن''، ''آث عزيز'' التي تُعرف بإنتاجها الوفير نظرا لتوفر الظروف المناخية المناسبة والتربة الجيدة. وأضاف السيد ''ا،م،ط''، أن فلاحي قرية لمصلة يسعون من خلال عيد التين إلى دق ناقوس الخطر حول العراقيل التي يواجهونها لضمان الاعتناء بهذه الفاكهة، نظرا لنقص الإمكانيات وكذا صعوبة التوغل في الغابات ووصول الجرارات لحرث التربة، وهي الأمور التي كانت وراء انقراض الأنواع السالفة الذكر، دعيا مسؤولي قطاع الفلاحة لتقديم الدعم والمساعدة لحماية الأصناف المتبقية من الفاكهة. وقال أن فاكهة التين تحظى منذ القدم وإلى حد الآن بمكانة هامة لدى القرويين، حيث كانوا في القدم يعتمدون عليها كسلعة للمقايضة، وكل ضيف يحل ببيت آخر يحمل معه سلة من التين، كما أنها تعتبر من بين الفواكه المفضلة لدى سكان منطقة القبائل. وأشار إلى أن القرويين يقومون بحفظ ثلاثة أنواع فقط منها؛ اجنجار، ثعمرويث، ثاغنيمت، من خلال وضعها تحت أشعة الشمس، حيث يُضاف إليها قليل من الملح وتترك لعدة أيام فوق سطح المنزل إلى أن تصبح يابسة، ويتم تناولها على مدار أيام السنة خاصة في فصل الشتاء، حيث توضع حبات التين اليابس في برطمانات زجاجية معبأة بزيت الزيتون، ويتناولها الكبير والصغير كل صباح لما في ذلك من فوائد صحية لجسم الإنسان، كونها تمد الجسم بالطاقة خاصة في فصل الشتاء.