احتضنت أول أمس دار الإمام بالمحمدية ندوة علمية تاريخية أشرف عليها وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله بمشاركة مجموعة من الأساتذة والأئمة تحت شعار ''البعد الروحي لثورة أول نوفمبر''. وفي كلمته أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف ضرورة الاحتفاء بهذه المناسبات وتذكر تلك التواريخ من الثورة المجيدة التي جعلت من الجزائر بلدا يتمتع باستقلاله. كما أشار الوزير الى صعوبة العودة إلى ذلك العهد البائس الذي منع فيه الجزائريون من التمتع بأبسط حقوقهم في السكن والدراسة والتعلم وحتى الاجتماع فيما بينهم. ويهدف إحياء الذكرى للاعتراف بفضل كل من شارك في الثورة والامتنان لهم في التحرر من الاستعمار لتصل الجزائر الى هذه المكانة التي أصبحت عليها اليوم. كما أكد السيد غلام الله على ضرورة الاستفادة من تضحية هؤلاء، داعيا الأئمة إلى مواصلة العمل للسير في الدرب الصحيح والحسن ليكون ذلك أحد الجوانب التي يقوم عليها البعد الروحي لثورة أول نوفمبر الخالدة باعتبار المساجد القلب النابض للأمة والأئمة أفضل من يتحمل المسؤولية في المحافظة على الجزائر كأمانة. وفي مداخلته؛ أشار السيد يحيى صاري، إمام وأستاذ، إلى أن البعد الديني للثورة التحريرية لم ينل الكثير من البحث لقلة الدراسات المتعلقة بهذا الجانب، مؤكدا أن ذلك لم يمنعه من جمع شهادات المجاهدين أمثال المجاهد وأحد تلامذة الإمام عبد الحميد بن باديس، بودوح السبتي، الذي جاء في شهادته أن محاولة الاستعمار تنصير ومحو آثار المواطن الجزائري ومنعه من تعلم دينه كانت تلك من أسباب اندلاع الثورة التحريرية. كما تطرق المتحدث في مداخلته إلى التعليم الديني الذي عمدت إلى تلقينه الثورة للجزائريين وذلك من خلال ما كان يدعى ب ''مدرسة الجبال'' التي كان يتلقى من خلالها دروسا في الكهوف والمغارات في حفظ القرآن وفي جغرافيا الجزائر وتاريخها علاوة على دروس الفقه والتوحيد وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى التعليم القضائي الذي ميزه الجانب الروحي من الثورة بتكليف أحد الأئمة أو الشيوخ بإصدار أحكام الصلح بين المتخاصمين ليأخذ الإمام بذلك مكان المحامي والقاضي. كما أشار الأستاذ يحيى صاري الى التربية الأخلاقية التي ركزت عليها ثورة التحرير من خلال الاحترام المتبادل بين المجاهدين وضرورة تصفية النزاعات والخلافات بينهم علاوة على تعاهد المسؤولين على حفظ وصيانة الجزائر باعتبارها أمانة، مؤكدا أن الثورة التحريرية لم تكن بطولة سعى من شارك فيها إلى البروز بل معركة الإسلام ضد الاستعمار الصليبي. وفي كلمة له أكد فضيلة الشيخ محمد طاهر أيت عجلت على بروز رمز الإسلام في الثورة التحريرية من خلال كلمات الأناشيد وفي صيحات التكبير التي كانت تسبق الذهاب إلى المعارك مشيرا إلى أن الشعب الجزائري كان مغرما بالسنة النبوية ومحبا للإيثار والتضحية.