بادرت الجزائر أول أمس الخميس باقتراح إقرار ''عشرية من أجل التربية في مجال التراث العالمي'' على هامش المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) المنعقد من 25 أكتوبر إلى 10 نوفمبر بمقر المنظمة الأممية بباريس. وقدم الاقتراح وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد خلال مداخلته في منتدى القيادات الذي انشأ في إطار الدورة ال36 للمؤتمر العام لليونسكو. وبعد أن دعا إلى العمل على ترقية ثقافة السلم والتقدم في كل مكان والتفكير سويا في شروط ''تقاسم أكثر عدلا'' للثروات العالمية، حث الوزير الحضور ومن بينهم رؤساء الدول والحكومات على ''التوافق على الأقل حول فكرة ''عشرية من أجل التربية في مجال التراث العالمي''. ويأتي هذا الطلب في منظور احتفال سنة 2012 بالذكرى ال40 للاتفاقية العالمية للتراث العالمي التي تعتبر حدثا ينبغي أن يشكل - حسب الجزائر- موضع تفكير حول الطريقة التي تجعل من هذه الأداة وسيلة حوار بين الثقافات وسلام في العالم. وسيسمح هذا الحدث للتراث العالمي والدول الأطراف فيه ومسيّري المواقع والجماعات المحلية واليونسكو بصفتها أمانة الاتفاقية وكذا كل الأطراف الفاعلة الملتزمة في مسار التراث العالمي بتحديد المكانة الحقيقية للاتفاقية بصفتها أداة عالمية استثنائية في سياق عالم اليوم. يجب النظر في هذا التصور من خلال أهداف الألفية الثمانية من أجل التنمية. وقد استكملت الجزائر التي تعد سبعة مواقع من التراث العالمي ترسانتها القانونية في هذا المجال. وأكد السيد بن بوزيد أمام الجمعية أن الإرادة المشتركة في العمل سويا في بناء السلم والاخوة في العالم يقضي المزيد من الجهود من أجل ضمان التربية لأكبر عدد في مجال السلم والتضامن الإنساني إذ -كما قال في هذا الصدد- ''في هذه الظروف المتميزة بمختلف النزاعات في عالم أضحى عنيفا أكثر فأكثر يكون من المهم أن تختفي أنانية الرجال الهدامة لتترك المكان لروح تتسم بأكثر تسامح وكرم وأخوة بين الثقافات والحضارات الإنسانية''. وأكد من جهة أخرى، أنه ''من غير المعقول'' تصور السلام دون علاقات سياسية واقتصادية أكثر عدلا وتوازنا بين شمال وجنوب المعمورة''. ويتضمن جدول أعمال الدورة ال36 للمؤتمر العام لليونسكو التي افتتحت يوم الثلاثاء الماضي مواضيع عدة منها على وجه الخصوص التربية وتحدياتها وانضمام فلسطين إلى المنظمة الأممية. وتشارك الجزائر في هذه الدورة بوفد وزاري هام مكون من قطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والثقافة والاتصال برئاسة السيد بن بوزيد وزير التربية الوطنية ورئيس اللجنة الوطنية لليونسكو.