تحادث وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد، أمس، بباريس مع المديرة العامة الجديدة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" السيدة ايرينا بوكوفا التي انتخبت مؤخرا خلفا للسيد كويشيرو ماتسورا المنتهية عهدته. وبعد تهنئته المسؤولة الجديدة لمنظمة اليونسيكو بمناسبة انتخابها من طرف المجلس التنفيذي، أكد السيد بن بوزيد استعداد الجزائر التام لتقديم مساعدتها من اجل إنجاح مهمة السيدة بوكوفا. كما وجه السيد بن بوزيد دعوة للمديرة العامة لليونسكو لزيارة الجزائر، رحبت بها السيدة بوكوفا. ومن جهتها أعربت السيدة بوكوفا عن ارتياحها للعلاقات التاريخية والودية وللتواصل القائمين بين اليونسكو والبلدان العربية والإفريقية. وأوضحت بقولها "أنني بحاجة الى مساعدة كافة أعضاء المنظمة وأنا أطمح إلى جمع كل الطاقات لأن هناك أعمال كثيرة يجب القيام بها في مجال التربية والثقافة والحوار بين الشعوب. وأضافت السيدة بوكوفا أن الجزائر بلد نشيط للغاية ونحن مطالبون بتوثيق التعاون فيما بيننا والعمل سويا أيضا. وتم استقبال الوزير بن بوزيد أمس من طرف المديرة العامة الجديدة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" السيدة ايرينا بوكوفا. ومن جهة أخرى، أبرز وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد أول أمس بباريس في مداخلته خلال المنتدى الوزاري الذي نظم تحت شعار "أي نوع من التربية في المستقبل" على هامش أشغال الدورة ال35 للندوة العامة لمنظمة اليونسكو المخاطر التي تطرحها "الرقمنة المعلنة لمدرسة المستقبل". كما تساءل السيد بن بوزيد إن كانت "الرقمنة المعلنة لمدرسة المستقبل من خلال تعميم التكنولوجيات الحديثة لن تحول دون توسيع الفجوة التي تفصل اليوم بين مدارس دول القسم الشمالي من العالم ودول القسم الجنوبي. وأضاف أنه من الجانب الفلسفي؛ فإن هذه الرقمنة التي يعتقد اليوم أنها الحل الأمثل لرفع مستوى أداء مدرسة القرن ال21 قد تسفر عن تغيير طبيعة التعامل البيداغوجي وفصله عن الطابع الإنساني وهو ما يمثل جوهر المدرسة التقليدية. كما أكد أنه يبدو جليا اليوم أن التكيف الذي لا مناص منه مع التحديات الجديدة التي تفرضها عولمة الاقتصاد من جهة وندرة الموارد المالية من جهة أخرى، يؤدي حتما إلى إعادة هيكلة صارمة لاقتصاد المعرفة. وفي سياق حديثه عن مختلف الندوات العالمية المخصصة للتربية، أشار السيد بن بوزيد إلى أنها كانت ثرية فيما يتعلق بالدروس المستنبطة وهي على وشك تأسيس منهجية تفكير جديدة تعرف بتسمية "الحكامة التربوية". وأضاف قائلا "من بين مزايا هذه الدروس المستنبطة اليقظة إزاء مخاطر ارتفاع درجة حرارة الأرض وكنتيجة لهذه اليقظة توجد اليوم رغبة جماعية في إدراج التربية في مجال البيئة من بين المهام المعتادة للمدرسة. وأعرب الوزير عن ارتياحه لاهتمام المدرسة بتسجيل احترام التنوع الثقافي والديني من بين أولويات العمل البيداغوجي، مشيرا إلى أن المخاطر التي قد تنجم عن الميول إلى الانطواء أضحت اليوم جلية وعليه سيكون من السهل القضاء عليها فالأمر يتعلق بمستقبل السلام في العالم. ويشارك السيد بن بوزيد بصفته رئيسا للجنة الوطنية من أجل اليونسكو على رأس وفد وزاري في أشغال الدورة ال35 للندوة العامة لمنظمة اليونسكو. ومن جهته شارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية أول أمس في أشغال المنتدى حول التربية. وقدم السيد بن بوزيد مداخلته أمام مندوبي 193 دولة عضوة في الندوة العامة.