يدخل مترو الجزائر اليوم مرحلة الاستغلال التجاري، حيث سيتمكن العاصميون أخيرا من استعماله والانتقال بواسطته عبر المحطات العشر التي تضم الشطر المنتهي منه والذي دشنه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بصفة رسمية واستقله من محطة ساحة المعدومين بالرويسو إلى محطة ساحة البريد المركزي. فقد عاين الرئيس بوتفليقة بمناسبة زيارته التفقدية التي قام بها أمس بالعاصمة وتزامنت مع احتفال الجزائر بالذكرى ال57 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، مختلف مرافق المحطة المحورية لساحة المعدومين والتي تعتبر نقطة مركزية للنقل الحضري تجتمع فيها مختلف وسائل النقل العصرية كالمترو والترامواي والمصاعد الهوائية والحافلات، قبل أن يشرف على التدشين الرسمي لمترو الجزائر في خطه الأول الذي سيربط حي البدر بساحة البريد المركزي على مسافة 5,9 كلم، تضم 10 محطات. وقد كانت المناسبة فرصة لرئيس الجمهورية وكذا الوفد الرسمي المرافق له وممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية لمعاينة التجهيزات التي تشملها محطة المترو بالمعدومين والإطلاع على طريقة وكيفية استخدام المرافق الأساسية للمحطة، حيث اقتنى الرئيس بوتفليقة تذكرة شخصية ومررها عبر جهاز العبور إلى فضاء الركوب، لينتقل إثرها إلى الرصيف الأيسر الخاص باتجاه البريد المركزي، ويستقل إحدى عربات المترو التي أوصلته رفقة المرافقين له إلى المحطة المذكورة في ظرف 15 دقيقة. مع الإشارة إلى أن توقيت الرحلة فرضته السرعة البطيئة التي تحرك بها المترو، حتى يتسنى للرئيس بوتفليقة معاينة المحطات الخمس التي تتوسط محطتي الانطلاق والوصول، ويتعلق الأمر بمحطات حديقة التجارب، الحامة، عيسات إيدير، ساحة أول ماي وخليفة بوخالفة. لينهي السيد عبد العزيز بوتفليقة زيارته الميدانية للعاصمة والتي عرفت أيضا تدشين مركز المراقبة والتحكم لمترو الجزائر الكائن على مستوى الرويسو والمقر الجديد لوزارة الشؤون الخارجية الكائن بهضبة العناصر بالقبة، علاوة على وضعه حجر الأساس لمقر المركز الدولي المؤتمرات بسطاوالي ومشروع مسجد الجزائر الأعظم بالمحمدية، باستعراض تشكيلات من الجيش الوطني الشعبي والاستماع إلى النشيد الوطني. التسعيرة 50 دينارا والاستغلال التجاري بداية من اليوم وأكد وزير النقل السيد عمار تو على هامش الزيارة الميدانية لرئيس الجمهورية إلى العاصمة أنه بإمكان سكان العاصمة استخدام المترو في تنقلاتهم بداية من نهار اليوم، مشيرا إلى أن عملية التدشين الرسمي لهذا الانجاز الجديد يتطلب اتباعه بتسليم رخصة الاستغلال التجاري من قبل وزير النقل، حتى تتمكن المؤسسة المكلفة بتسييره من الشروع في العمل والاستغلال التجاري للمترو، مذكرا بأن التسعيرة التي تم تحديدها للتنقل بواسطة هذه الوسيلة العصرية هي 50 دينارا، مع إمكانية طلب اشتراك لمدتي أسبوع أو شهر. وفي حين أوضح أن القيمة الإجمالية للدعم الذي تخصصه الدولة لتسعيرة المترو تقارب 210 ملايير سنتيم سنويا، على اعتبار أن القيمة الحقيقية للتذكرة لا تقل عن 84 دينارا. وأبرز الوزير أهمية اختيار مستعملي المترو لصيغة الاشتراك التي تمكنهم من الاستعمال المتعدد لهذه الوسيلة الحضرية، فضلا عن أنها تخفض قيمة التذكرة الواحدة بنسب معتبرة، حيث لا تتعدى تكلفتها 35 دينارا في حالة الاشتراك لمدة شهر. وبخصوص التكلفة الإجمالية لمشروع مترو الجزائر الذي سيساهم حسب السيد تو في تحسين النقل الحضري بالعاصمة كما ونوعا، فقد بلغت 100 مليار دينار أو ما يعادل 1مليار أورو، مع الإشارة إلى أن هذا المشروع يعرف في الوقت الحالي عملية توسيع الخطوط إلى كل من عين النعجة، الحراش وساحة الشهداء، على أن تصل شبكته الإجمالية إلى نحو 40 كلم في غضون سنة ,2020 وهذا بعد انجاز خطوط جديدة، منها تلك التي تربط العاصمة بأولاد فايت ودرارية. وسيتم تشغيل مترو الجزائر حسب نفس المسؤول يوميا من الساعة الخامسة صباحا إلى الحادية عشر ليلا، وذلك برحلات دورية يصل الفارق بينها إلى 4 دقائق خلال ساعات الازدحام، ويرتقب أن تنقل عربات المترو في ساعات الذروة 25 ألف مسافر في الساعة وفي اتجاه واحد، أي أكثر من 60 مليون مسافر سنويا على مجموع الخط الأول الذي يتشكل من 10 محطات انطلاقا من حي البدر الى البريد المركزي مرورا عبر بلديات باش جراح والمقرية وحسين داي وسيدي محمد والجزائر الوسطى. للتذكير فإن قرار إنجاز مشروع مترو الجزائر تم اتخاذه في أوائل الثمانينات، إلا أن عملية إنجازه تعطلت بسبب نقص الموارد المالية قبل أن تستأنف أشغاله بفضل برامج الاستثمارات العمومية التي أقرها رئيس الجمهورية منذ سنة ,1999 حيث اتخذ السيد بوتفليقة شخصيا قرار إعادة بعث المشروع في .2004 ومنذ شهر سبتمبر المنصرم شرعت المؤسسة الفرنسية المشرفة على المشروع في عمليات تشغيله غير التجاري من خلال تجريب المركبات ال,14 التي تضم كل واحدة منها 6 عربات، كما شملت عمليات التجريب الأنظمة التقنية والأمنية وأنظمة التهوية والتكيف، مع الإشارة إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني كونت من جهتها 400 عون أمن لتولي المهام الأمنية داخل أنفاق المترو والتي ستكون مدعمة بنحو 244 كاميرا مراقبة تم تنصيبها داخل المحطات.