مترو العاصمة ينطلق دشّن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس مترو الجزائر العاصمة بمحطة المعدومين بحي العناصر بحضور أعضاء من الطاقم الحكومي وسلطات ولاية الجزائر و ممثلي الشركات المنجزة للمشروع. أعطى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس إشارة دخول مترو الجزائر العاصمة الخدمة خلال حفل أقيم على مستوى محطة المعدومين بحي العناصر"رويسو" بحضور وزير النقل عمار تو ووزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية والسلطات المدنية والعسكرية لولاية الجزائر، وكذا السفير الفرنسي على اعتبار أن شركة فرنسية هي التي تولت انجاز المشروع رفقة ممثلي الشركات المشاركة في انجازه. ففي حدود الواحدة وأربعين دقيقة وصل الرئيس إلى محطة المعدومين بعدما كان قد دشن في الفترة الصباحية مشاريع أخرى بولاية الجزائر حيث استقبل من طرف السلطات المحلية وفرق فولكلورية ثم دشن اللوحة الخاصة بالمشروع قبل أن ينزل إلى عمق النفق الخاص بالمترو ليستقل رفقة الوفد المرافق له عربات مترو العاصمة إلى غاية محطة البريد المركزي وسط العاصمة عبر رحلة ممتعة دامت عشر دقائق فقط. وما دشنه بوتفليقة أمس يمثل شطرا من المشروع يمتد على مسافة 9,5 كلم انطلاقا من محطة حي البدر ببلدية القبة وصولا إلى محطة تافورة بالبريد المركزي، تتخلل هذا الشطر عشر محطات توقف عبر إقليم خمس بلديات هي القبة أولا، حسين داي، محمد بلوزداد، سيدي محمد ثم الجزائر الوسطى. وسيفتح مترو الجزائر أنفاقه للجمهور العريض بداية من اليوم المصادف للذكرى السابعة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية من الساعة الخامسة صباحا إلى الحادية عشر ليلا كما صرح عمار تو وزير النقل أمس. وقد كلف مشروع مترو الجزائر الذي قيل بشأنه الكثير و الذي انطلق سنة 1982 مائة مليار دينار أي ما يعادل مليار يورو، فيما حدد سعر التذكرة بين محطة وأخرى بخمسين دينارا على أن لا تتجاوز مدة التوقف في كل كحطة الدقيقتين. ويعتبر مترو العاصمة من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والحضارية المهمة كونه سيساهم في تسهيل عملية التنقل للكثير من المواطنين خاصة في الظروف الحالية المتميزة بكثرة الازدحام و الانسداد على مستوى الطرق، ويساهم في خلق حركية تنموية على مستوى العاصمة. وقد وصف هذا المشروع في وقت سابق بالمشروع الوهم بالنظر للتأخر الكبير الذي عرفه، إذ كان من المفروض بعد تدشينه سنة 1982 إن يدخل الخدمة نهاية الثمانينيات أو بداية التسعينيات على ابعد تقدير، لكن الظروف فعلت ما شاءت واليم أصبح هذا المشروع حقيقة مجسدة في الميدان سيلمسها العاصميون وغيرهم بداية من اليوم. تو: المترو كلف مليار يورو والدولة ستدفع 210 مليار سنتيم سنويا لدعم التذكرة كشف عمار تو وزير النقل أن مشروع مترو الجزائر الذي دشن أمس من طرف رئيس الجمهورية كلف حزينة الدولة 100 مليار دينار أي ما يعادل مليار يورو، وقال الوزير في تصريح له بمحطة البريد المركزي بعد انتهاء عملية التدشين انه بإدماج نسب التضخم على مدى 30 سنة فإن هذا المبلغ يبقى متواضعا لأنه بحساب اقتصادي بحت في ظرف 30 سنة فإن 100 مليار تصبح 10 ملايير فقط، كما اعتبر أن التكلفة الإضافية للمشروع الذي توقفت عملية انجازه سنوات عديدة لا تتجاوز 10 إلى 15 بالمائة فقط من القيمة الإجمالية للمشروع. وفي رده عن سؤال حول اعتبار البعض سعر 50 دينارا للتذكرة مرتفع نوعا ما قال تو أن سعر التذكرة معقول وفي المتناول، وأوضح أن هذا المبلغ لا يمثل سوى 5 بالمائة من التكلفة الحقيقية، مشيرا أن المترو موجه للفئات العريضة التي تتنقل يوميا سواء للعمل أو الدراسة، وهذه الأخيرة ستلجأ لطريقة الاشتراك الأسبوعي أو الشهري لأنها أفضل، وبالاشتراك سينخفض سعر التذكرة إلى حدود 40 أو 35 دينارا فقط، كاشفا في هذا الصدد أن حزينة الدولة ستضخ سنويا مبلغ 210 مليار سنتيم للحفاظ على هذه التسعيرة ودعمها. و تحدث عمار رتو عن مشروع لتوسيع مترو الجزائر إلى 40 كلم يمر عبر ساحة الشهداء، باب الوادي، شوفالي، الشراقة، أولاد فايت ثم المحطة الأخيرة درارية وهناك يلتقي مع الترامواي الذي سيوسع هو الآخر على نحو 40 كلم عبر بئر مراد رايس حتى درارية وبهذا - يضيف - الوزير تكون العاصمة قد غطيت كاملة وضُمن النقل بجميع أجزائها.