أدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس زيارة عمل إلى قلب مدينة الجزائر العاصمة، أين أشرف على تدشين ووضع حجر أساس حزمة من مشاريع التنمية الحضرية، أبرزها ميترو الجزائر الذي أعطى الرئيس بالمناسبة إشارة تشغيله على أن يدخل الخدمة اليوم، إلى جانب هذا المشروع “الحلم” دشن رئيس الجمهورية بالمناسبة المقر الجديد لوزارة الشؤون الخارجية، ووضع حجر أساس جامع الجزائر الذي ينتظر أن يكون واجهة الجزائر الدينية والحضارية. الميترو..الحلم الذي أصبح حقيقة كم من مرة سأل الطفل آباه عن الأشغال غير المنتهية بمدينة الجزائر العاصمة وضواحيها، وكم من مرة أجاب الكبار عن أسئلة الصغار، حول ما يجري منذ 30 سنة في باطن الأرض، الحقيقة تجسدت أمس بتدشين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمقر مؤسسة تسيير ميترو الجزائر بالرويسو، بحضور وزراء الحكومة على غرار وزير النقل عمار تو، ووزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية والسفير الفرنسي بالجزائر إلى جانب السلطات المحلية. وبتشغيل ميترو الجزائر الذي يعتبر المشروع الضخم والحلم المنتظر من طرف الجزائريين، ها هو يرى النور بعد حوالي 30 سنة من الإنجاز، وقد تزامن تدشينه مع ذكرى الاحتفال بعيد الثورة المصادف لأول نوفمبر من كل سنة. وعقب مراسيم التدشين استمع الرئيس بوتفليقة للشروحات الوافية المقدمة من طرف ريمة بن مولود مهندسة ومسؤولة بمركز التحكم، حيث يتوفر على 12 شاشة مراقبة مهيأة في مجملها للإطلاع على كل ما يحدث بمختلف المحطات التي يمر بها الميترو موصلة ب 12 حاسوبا، إلى جانب حديثها عن محطة باش جراح المتربعة على 6 هكتارات، كما لم تغفل عن التطرق إلى الوظائف الثلاث الأساسية المتواجدة بمركز التحكم المتمثلة في صيانة الأجهزة المتحركة، مستودع للقاطرات ومحطة لصيانة الأجهزة الثابثة، كما وفر مركز المراقبة ورشات لإجراء المعاينة اليومية لقاطرات الميترو والتي تكون بعد الانتهاء من العمل أي بعد الساعة ال 11 ليلا، علما أن الميترو يبدأ أولى رحلاته اليومية في حدود الساعة ال 5 صباحا. من جهته أكد وزير النقل عمار تو، في رده على تساؤلات الصحفيين، أن تسعيرة التذكرة لن يتجاوز ال 50 دج بالنسبة للاستعمال العام، فيما أفردت تسعيرات خاصة بالنسبة للمشتركين حيث حددت ب 35 دج للمشتركين شهريا، و45 دج للمشتركين أسبوعيا، كاشفا عن انتهاء الشطر الثاني من الميترو والممتد إلى غاية نفق الحراش في غضون 3 أشهر كأقصى تقدير، منوها للحديث عن جملة المشاريع التي تعكف دائرته الوزارية على تجسيدها منها إنجاز 40 كيلومترا من ميترو الجزائر، و30 كيلومترا من الترامويا آفاق 2020، مسترسلا في سياق ذي صلة أنه جاري إنجاز 7 حظائر على مستوى عاصمة الولاية الجزائر. وبخصوص مخاوف المواطنين من عدم توفر الأمن، فقد طمأن وزير النقل عمار تو، أن نقاط توقف ميترو الجزائر تتوفر على الأمن الكافي، حيث تم تجنيد 500 عون أمن من بينهم 400 شرطي، وبالمقابل فقد خصصت كاميرات مراقبة تراوح عددها ما بين ال 24 و32 كاميرا مراقبة أي حسب المواقع. وبالمقابل فقد صرح بيار مونجان، المدير العام لمؤسسة إدارة وسائل النقل الباريسية “أر.أي.تي.بي”، أن مدة استغلال المجمع للميترو حددت ب 8 سنوات وفق اتفاقية تم إبرامها ما بين وزارة النقل والمؤسسة الفرنسية، مشيرا إلى التكوين الذي خضع له عمال الميترو فيما تم توفير 60 سائقا. أشرف عليها الوزير عمار تو أولى تجارب الميترو تتم بنجاح انطلقت أول رحلة لميترو الجزائر أمس بعد إعطاء إشارة تشغيل هذا الإنجاز الذي استغرق قرابة 30 سنة. وحضر التجربة الأولية لميترو الأنفاق بالعاصمة كل من وزير النقل عمار تو ووزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية ووالي الجزائر، كما عرفت الرحلة تواجد جمع من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية وحتى الفرنسية منها، حيث انطلقت الرحلة على الساعة الثانية إلا ربع من محطة المعدومين مرورا بمحطات حديقة التجارب الحامة، عيسات إيدير، أول ماي، خليفة بوخالفة، وصولا إلى محطة ساحة البريد المركزي، أين وجد رئيس الجمهورية جماهير غفيرة في استقباله بادلها التحية قبل أن ينصرف دون أن يدلي بأي تصريح. ولم تعرف الرحلة أي خلل تقني حيث عبر وزير النقل عن سعادته بتحقيق حلم المواطن الجزائري الذي طال انتظاره، متمنيا بتمكن قطاعه من تغطية كل الجزائر العاصمة في آفاق سنة 2020، أين سيشهد المترو على غرار الترامواي عمليات توسعة كبيرة والتي انطلق فيها بالفعل على مستوى منطقة الحراش على حد قوله، مضيفا بأن الدولة قد دعمت سعر تذكرة الميترو ب 210 مليار سنتيم، حتي يتمكن المواطن من دفع 50 دج فقط بدلا من 84 دج، كما أشار في حديثه على هامش مراسيم التدشين بأنه ليست هناك تخفيضات خاصة بفئة المعاقين مبررا ذلك بأن الأمر ليس من صلاحيات وزارة النقل، فضلا عن عدم وجود اتفاقية مع وزارة التضامن في هذا الشأن.