سلمت سوريا، أمس، جامعة الدول العربية رسالة تتضمن الإجراءات التي قامت بها الحكومة السورية لتنفيذ خطة العمل العربية لحل الأزمة المستعصية في سوريا.وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن ''وزير الخارجية السوري وليد المعلم سلم الجامعة رسالة تم على الفور تعميمها على الدول العربية''. وأضاف بن حلي أن الرسالة تتعلق بالإجراءات التي قامت بها الحكومة السورية في إطار تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة التي يعاني منها هذا البلد منذ منتصف مارس الماضي. وكانت جامعة الدول العربية قررت عقد اجتماع جديد حول سوريا في مسعى آخر لإنقاذ مبادرتها الخاصة باحتواء الأزمة من فشل محتوم في ظل مواصلة النظام السوري لعملياته القمعية ضد المتظاهرين من جهة، وتمسك المعارضة السورية بموقفها الرافض لإجراء أي حوار مع السلطة في دمشق من جهة أخرى. واتهمت جامعة الدول العربية نظام الرئيس بشار الأسد بعدم الإيفاء بالتزاماته التي تعهد بها أثناء قبوله المقترح العربي لتسوية الأزمة بعد أن واصلت قواته الأمنية حملاتها القمعية ضد المحتجين مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى. وجاء في بيان للهيئة العربية أنه و''بسبب استمرار أعمال العنف فإن الحكومة السورية لم تحترم التزاماتها في تطبيق المخطط العربي للخروج بحل للأزمة في البلاد''. وتواصلت أعمال العنف في سوريا رغم أن نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية كان قد دعا نظام الرئيس الأسد إلى التطبيق الفوري للمخطط من أجل تفادي وقوع ''كارثة'' في حال استمرار موجة العنف. وكان النظام السوري قد أعطى موافقته، يوم الأربعاء الماضي، على المقترح العربي الذي ينص على وقف كلي للعنف وإطلاق سراح المعتقلين في هذه الأحداث العنيفة وسحب قوات الجيش من المدن وحرية تنقل الملاحظين ووسائل الإعلام قبل الشروع في حوار بين السلطة والمعارضة، لكن المواجهات استمرت وخلفت سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلا. وهو ما شكل ضربة لجهود الوساطة العربية التي كانت أصلا مهددة بالفشل بعدما رفضت المعارضة السورية إجراء أي حوار قبل رحيل نظام الرئيس بشار الأسد مما يزيد من تعقيد مهمة الجامعة العربية في احتواء الازمة السورية التي طال أمدها. ولكن دمشق اتهمت واشنطن ب''التورط مباشرة'' في أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ منتصف شهر مارس الماضي، وأكدت أن دعوة الخارجية الأمريكية الناشطين السوريين لعدم الاستجابة لعرض النظام بالعفو عنهم مقابل تسليم أنفسهم هي ''محاولة لتعطيل'' المبادرة العربية التي ''تبذل دمشق كل الجهد لتطبيقها''. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن ''سوريا ترى في دعوة الخارجية الأمريكية للمسلحين عدم تسليم أسلحتهم تورطا مباشرا للولايات المتحدة في أحداث الفتنة والعنف التي كلفت الشعب السوري جيشا وشرطة ومواطنين الكثير من الضحايا الأبرياء''. وكانت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية نصحت يوم الجمعة الماضي الناشطين السوريين بعدم تسليم أنفسهم إلى النظام بعد أن عرض العفو عمن يسلم سلاحه وقالت ''لا أنصح أحدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن''، معربة عن قلقها على سلامة من يفعل ذلك. ووجه المعلم رسائل احتجاج على الموقف الأمريكي إلى نظرائه في كل من روسيا، الصين، الهند، جنوب إفريقيا والبرازيل وكذلك إلى رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، مؤكدا في رسائله أن الحكومة السورية قد تعاملت بإيجابية مع مبادرة الجامعة العربية وتبذل كل الجهد لتطبيقها.