نظمت أمس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر بالتعاون مع شركة ''صيدال'' بحديقة التجارب في الحامة حملة تحسيسية حول مرض السكري إحياء لليوم العالمي لهذا الداء الذي يصادف ال14 نوفمبر من كل عام. وعرفت الحملة تواجد مختصين وأطباء من المستشفى الجامعي مصطفى باشا، قاموا بتنظيم جلسات للكشف والتوعية لزائري الحديقة تهدف إلى اكتشاف وجود المرض لدى الذين يجهلون ذلك، وكذا اكتشاف الأشخاص المؤهلين للإصابة به. اختلفت الأجواء أمس بحديقة الحامة، بعد أن منحت لزوارها الباحثين عن الراحة والاستمتاع بخضرة المكان وجماله، فرصة الاطمئنان على صحتهم عبر احتضانها لحملة تحسيسية حول داء السكري. ومن خلال الورشات التي شكلتها، سمحت الجهات المنظمة للمواطنين المرضى وغير المرضى بطرح انشغالاتهم، سواء تلك المتعلقة بكيفية استخدام أجهزة قياس الدم، أو التغذية الصحية أو مشكل رجل مريض السكري، كما حضر أطباء وأخصائيون للكشف عن الراغبين في الاطمئنان على وضعهم الصحي. وحسب السيدة فتيحة محفر مسؤولة خلية الاتصال بشركة صيدال، فإن الهدف من تنظيم هذه الحملة هو توعية وتحسيس كل فئات المجتمع كبارا وصغارا لاسيما المصابين بداء السكري بالطرق الصحيحة لأخذ الدواء والتغذية وكذا الوقاية، مع توفير فرصة الكشف لكل الراغبين في ذلك. التقينا إحدى الأخصائيات في مرض السكري وهي تقوم بعملية الكشف للزوار المتوافدين على الخيمة المنصبة في إحدى أرجاء الحديقة، فأشارت إلى أن الغاية المنشودة من هذه المشاركة هي اكتشاف المرض لدى البعض وإمكانية التعرض له لدى البعض الآخر. فالأرقام بخصوص الجزائريين الذين يجهلون إصابتهم بالسكري كبيرة وتقدر بحوالي 3 ملايين شخص. لذا فإن الكشف يعد فرصة للخروج من هذه الدائرة، لأن الجهل بالمرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وبالنسبة لمحدثتنا فإن تنامي الإصابة بالسكري في بلادنا على غرار البلدان النامية يرجع بالدرجة الأولى الى التغير في النمط الغذائي، أي التحول من الغذاء التقليدي إلى الغذاء العصري ''الفاست فود'' ، والذي من أهم نتائجه انتشار السمنة حتى لدى الأطفال، وتقول إنه للأسف فإن الاعتقاد الخاطئ بأن سمنة الطفل تعني تمتعه بصحة جيدة مازال منتشرا وسط العائلات الجزائرية، رغم أن ذلك يجر أمراضا كثيرة. ولذلك فإنها اعتبرت أن هذه الحملة فرصة لتوعية الأولياء: ''الغريب أننا اليوم أصبحنا نكتشف إصابة بعض الأطفال بالسكري من الصنف الثاني وهو نوع من المفروض لايمس إلا الكبار'' كما أشارت مؤكدة على أهمية الوعي ومن ثم الوقاية، التي تمر حتما عبر تعلم أبجديات التغذية الصحية والمتوازنة. من جانبه؛ شدد الدكتور مصطفى سكاي رئيس مصلحة اختصاص السكري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا ومربّ على محاور الحملة التحسيسية وهي ثلاثة: أولها الكشف الذي يسمح بمعرفة الأخطار وكذا المؤشرات الدالة على وجود أي قابلية للإصابة بالمرض، وثانيها العلاج أي من يتكفل به، وثالثها المضاعفات أي كيف تتم مرافقة المريض حتى يتمكن من مراقبة مرضه بصفة مستقلة. وبالنسبة لمهمته كمربّ اعترف المتحدث بأن الجزائري بطبعه يرفض في كثير من الأحيان فكرة تلقيه تربية ما على أساس أنه غير محتاج لها، ولكنه رأى أن التربية لاتخص فقط المرضى وإنما كذلك الأصحاء، الذين عليهم أن ينتبهوا من خلال اتباع نظام غذائي صحي يقل فيه استخدام السكر والملح والدهون، إضافة إلى ممارسة الرياضة. وحسب الدكتور سكاي؛ فإن الجزائر تحصي حوالي 600 ألف مريض سكري من الصنف الأول وبين 5,1 و2 مليون مريض سكري من الصنف الثاني أي الذين يتناولون الأدوية والمعرضين أكثر من غيرهم للإصابة بمضاعفات خطيرة في حالة وجود إهمال أو عدم متابعة طبية.