باشرت مصلحة مرض السكري بمستشفى مصطفى باشا بالتنسيق مع مخابر ''إيلي ليلي الجزائر'' مؤخرا، تنفيذ برنامج متطور لتثقيف مرضى السكري عبر كامل التراب الوطني بهدف تحسين حياتهم وتسهيل تعايشهم مع المرض، أطلق عليه إسم ''المحادثات حول السكري''، واخْتِير له شعار ''لنتحدث عن السكري''. هي الطريقة التي قال عنها المختصون أنها جد فعالة، علما أن هناك أربع مصالح نموذجية تتبنى هذا البرنامج توجد بمستشفيات لمين دباغين، مصطفى باشا، بني مسوس ووهران. قال الدكتور سمير عويش أستاذ مساعد في أمراض السكري بمستشفى مصطفى، إن تطبيق برنامج المحادثات حول السكري يأتي ضمن استراتيجية صحية للحد من مضاعفات المرض وتجنب آثاره السلبية على الفرد والمجتمع والمؤسسات الصحية بشكل عام. وأكد على أهمية هذا البرنامج الذي تبنته مصلحة أمراض السكري بالتعاون مع مخابر ''ايلي ليلي الجزائر''، والذي يقوم على عقد جلسات حوارية ومحادثات عن داء السكري مع المرضى أنفسهم بهدف رفع مستوى الوعي والتثقيف الصحي لديهم، وزيادة قدرتهم على التعايش مع المرض دون الوصول إلى المضاعفات السلبية التي قد يسببها الإهمال وقلة المعرفة بالتعامل مع المرض. وتتم المحادثات باِلتفاف 8 إلى 10من المرضى حول طاولة أُلصقت عليها ما تسمى ''خريطة محادثة التعايش مع داء السكري''، ثم يبدأ المختص في توزيع 4 بطاقات؛ تختص الأولى بإعطاء المريض معلومات عامة عن السكري، وتهتم الثانية بمعلومات عن كيفية حدوث المرض تدريجيا، والثالثة تعطي معلومات عن الأكل الصحي والبقاء في حالة نشاط،أما البطاقة الرابعة فتعنى بإعطاء معلومات حول تعقيدات المرض، في اِنتظار اِستكمال الثلاث بطاقات المتبقية لتكتمل الخريطة بسبع بطاقات. ويشرح الدكتور عويش هذه الطريقة ل''المساء''، على هامش منتدى صحفي اِنعقد مؤخرا بالسوفيتال حول السكري، فيقول أنها ''لعبة بطاقات مع المرضى تدور حول طاولة للحوار، هدفها شرح المرض للمصابين به للتعامل معه والحيلولة دون تطوره، مع جعل المريض ''طبيب'' نفسه وبيئته بالحفاظ على توازنه الغذائي والبدني''، مضيفا أن ''فكرة المحادثات هذه جاءت بعد فشل الندوات والملتقيات والمنشورات التي توزع على المرضى دون التفاعل معهم والإستماع إليهم''. من بين المرضى الذين كانوا من الاوائل للإستفادة من طريقة المحادثات حول السكري، المدعو ''ل.ك'' 39 سنة الذي أكد ل ''المساء'' أمر إصابته بالسكري قبيل شهر فقط، بعد أن لاحظ أنه بعد انقضاء رمضان أصبح كثير العطش وكثير التردد على بيت الخلاء، وبحكم إصابة والديه بالسكري، فإنه شك في الأمر، ومباشرة أخضع نفسه لقياس نسبة السكري فوجدها تتجاوز 5 غرامات، فأُدخل مسشفى مصطفى أين مكث تحت المراقبة الطبية لمدة 15 يوما، وهناك شرح له طبيبه المعالِج طريقة المحادثة التي قال عنها أنها إيجابية ''أهم شيء فيها كونها طريقة علاج جماعية تسمح للمريض أن يرى حالات مرضية أكثر تعقيدا من حالته، فيحمد الله ويقرر التعايش أخيرا مع مرضه''، ويضيف: ''من حسن حظي أني صاحب مستوى جامعي، مما سمح لي بالتعرف على المرض بسهولة بل واستطعت أن أكون معلما لمرضى آخرين على طاولة المحادثات، وأعمل كذلك على توعية الناس بمحيطي حول المرض وطرق الوقاية منه''. من جهتها، قالت السيدة ''ك. فتيحة'' 60 سنة أنها مصابة بالسكري منذ 16 سنة وقد استفادت مؤخرا من جلسات حوارية حول السكري بعيادة الأبيار، وهي الطريقة التي تؤكد بشأنها أنها ساعدتها كثيرا في تغيير نظرتها للمرض ولتحسين عاداتها اليومية سواء الغذائية وحتى البدنية، بحيث أصبحت أكثر اهتماما بالمشي اليومي، كما أنها تعلّم أولادها سُبل الحياة الصحية السليمة. جدير بالإشارة أن برنامج ''المحادثات حول السكري'' أطلقته مخابر ''إيلي ليلي الجزائر'' في11 نوفمبر الجاري بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسكري المصادف لنهار اليوم، مذكرة على لسان رئيسها التنفيذي ليونيل تريشاد أن التحدي الحقيقي لمواجهة السكري يكمن في التثقيف الصحي سواء للمريض أو لمحيطه عن طريق توفير سندات تعليمية حديثة بالتعاون مع الفدرالية الدولية للسكري، والمتوفرة في أكثر من 100 دولة منها الجزائر.