أكد أطباء أخصائيون على ضرورة التكفل الحسن بالمصابين بداء السكري، داعيين في هذا الصدد الى أهمية إنشاء فريق طبي متعدد الاختصاصات للتكفل برجل المصاب بداء السكري ذلك بتوسع عدد المراكز الطبية المخصصة للتكفل بالمصابين ورفع الضغط على هذه المصالح، حيث أشاروا الى ان أن بتر رجل المريض بداء السكري تكلف الدولة ما بين 350 و900 ألف دينار هذا ناهيك عن طول فترة البقاء في المستشفيات. ألح الأطباء المختصون خلال افتتاح الأيام الوطنية الطبية الجراحية السادسة، أمس، بالمدرسة الوطنية العليا للسياحة على نقص التكفل الحسن بالمصابين بداء السكري خاصة إذا كانت الإصابة على مستوى القدم، حيث أشار المتدخلون الى أن نقص التكفل بالمصابين بداء السكري من نوع 1 و2، يؤدي إلى تعقيدات تزيد من حدة المرض وتتسبب في بتر رجل المريض بنسبة 50 بالمائة بالنسبة للمصابين بداء السكري. وحث الدكتور عويش من مصلحة أمراض السكري بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، على ضرورة أن يتكفل الأطباء بما فيهم الأخصائيين والعامين بمرضى السكري، مشيرا إلى "أنه من المستحسن إنشاء فريق طبي متعدد الاختصاصات للتكفل برجل المصاب بداء السكري الذي أصبح يشكل عبء ثقيلا على الصحة العمومية، مضيفا أن عدد المراكز المخصصة للتكفل بمصابي داء السكري "دار السكري" تعد قليلة على المستوى الوطني بالنظر إلى ارتفاع نسبة الإصابة سنويا، ويتسبب ذلك - حسبه - في ضغط كبير على هذه المصالح وبالتالي "تقل درجة التكفل الأمثل بالمريض". كما أشار عويش إلى أن معظم التعقيدات التي تنجم عن عدم التكفل الحسن بمريض السكري هي أمراض الضغط الشرياني، حيث أن 67 بالمائة من الإصابات بالسكري تؤدي إلى مرض الضغط الشرياني، كما تتسبب هذه التعقيدات حسبه في الإصابة بتقرحات الأرجل عند 15 بالمائة من المصابين والتي تؤدي إلى البتر وفي الوفيات عند 50 بالمائة من بينهم خلال الخمس سنوات من الإصابة. من جانبه، قال الدكتور غانم عز الدين من مصلحة داء السكري بمستشفى باب الواد " لمين دباغين" أن بتر رجل المريض بداء السكري تكلف الدولة ما بين 350 و 900 ألف دينار هذا ناهيك عن طول فترة البقاء في المستشفيات، وفيما يتعلق بأهم الأسباب التي تؤدي إلى بتر قدم المريض، أكد غانم أن سوء اختيار الأحذية المناسبة انعدام نظافة الرجل وعدم تجفيفها جيدا، بالإضافة إلى سوء استعمال أدوات تجميل الأظافر قد تكون من بين أهم عوامل الإصابة بهذا المرض. كما ألح الدكتور غانم على ضرورة التشخيص الجيد والدقيق لهذا النوع من المرض خاصة خلال مراحله الأولى وهي الفترة التي يمكن خلالها - حسبه - تدارك الخطر الذي يؤدي غالبا إلى بتر رجل المريض. وأرجع المختص تعرض هؤلاء المصابين إلى بتر الرجل إلى التأخر في المعاينة الطبية وقلة هياكل الاستقبال وعدم تحديد تدخل كل اختصاص بالإضافة الى التطور الصامت لداء السكري عند العديد من الأشخاص حيث يستغرق المرض قبل ظهوره بين 5 الى 10 سنوات ويتعرض الرجل المصاب خلال هذه المدة الى تعفن دون تفطنه لذلك. من جهتها، تطرقت الدكتورة جنان فازية من المخبر البيولوجي لمستشفى مصطفى باشا إلى مختلف تصنيفات القدم السكري، مشيرة إلى أن إجراء الفحوصات وتحاليل الدم الدقيقة يساعد بصفة كبيرة في التشخيص الجيد للمرض، وبالتالي وصف المضادات الحيوية اللازمة لمعالجة نوع البكتيريا المكتشفة في قدم المريض بداء السكري، كما شددت المختصة على ضرورة مراعاة شروط ووسائل نقل التحاليل، التي قالت بأنها "غالبا ما يتم أخذها بصفة غير دقيقة" وهو ما أثبتته دراسة تم إجرائها بذات المخبر على مستوى الثلاث سنوات الفارطة.