توجت الجلسات الجهوية حول التنمية المحلية، مساء أول أمس، بالأغواط، بسلسلة من التوصيات تمحورت حول إنعاش الزراعة الرعوية والصناعة وكذا تحسين نوعية التعليم والصحة العمومية. وضمت هذه الجلسات ولايات الأغواط وتيارت وسيعدة والبيض وتيسمسيلت والنعامة والجلفة والمسيلة. ففيما يخص التنمية الفلاحية وتربية الماشية، أوصى ممثلو الولايات الثماني الذين شاركوا في أشغال هذه الجلسات بإنشاء مجلس أعلى للفلاحة سيتكفل على وجه الخصوص بإعداد برامج إصلاح تحترم خصوصيات كل منطقة فلاحية في البلاد. كما أوصوا بتخفيض أسعار الآلات الفلاحية والبذور والأسمدة لتشجيع الإنتاج، وكذا تطهير العقار الفلاحي وتطوير الري من خلال بناء سدود صغيرة وحفر آبار جديدة ودعم سعر الكهرباء المستعملة في هذا النشاط لاسيما في مناطق الجنوب والهضاب العليا. وأكدوا على ضرورة إعادة تنظيم عملية تسويق المنتوجات الفلاحية وتربية الماشية وتقليص سعرها في السوق. ويرى المشاركون أن المحافظة على الأنواع المحلية وتطوير تربية الجمال حتى في مناطق الهضاب العليا من شأنه المساهمة في تطوير النشاط الرعوي. ومن جهة أخرى، أكد المشاركون على أن تشجيع الاستثمارات العمومية والخاصة سيسمح ببروز نسيج صناعي محلي كفيل بتقليص نسبة البطالة وتحسين ظروف حياة السكان لاسيما الشباب. كما اعتبروا أن تطوير قطاع الصناعة في الهضاب العليا يفرض مراجعة سياسة الاستثمار وتطبيق إجراءات جذابة لتشجيع الاستثمارات لاسيما الوطنية على الاستقرار بهذه المناطق. وسيسمح استحداث مناطق صناعية ومناطق نشاط جديدة واستمرارية مشاريع التوسع السياحي وتعزيزها بإحداث تطور ملحوظ فيما يخص ترقية الاستثمار في الهضبات العليا. وفيما يخص تحسين جودة التعليم أوصى بإنجاز مدارس مختصة في تعليم اللغات الأجنبية والعلوم الدقيقة لدرء النقص المسجل في هذا المجال. وفي انتظار إنجاز هذه الهياكل القاعدية طالب المشاركون بوضع إجراءات تحفيزية (أجور معتبرة وسكن ومزايا أخرى) لتشجيع معلمي الشمال لاسيما الأصغر سنا على العمل في المناطق الداخلية للبلد. وكان تحسين الصحة العمومية في صميم انشغالات المشاركين في الجلسات الجهوية الثالثة بحيث طالبوا بزيادة عدد الهياكل القاعدية الصحية وإنجاز كلية للطب. كما دعوا إلى تشجيع التوأمة بين المؤسسات الاستشفائية في الشمال والجنوب والهضاب العليا للتحفيز على تبادل الخبرات. وللإشارة فإن الجلسات الجهوية الثالثة للتنمية المحلية، التي عقدت أول أمس بالأغواط قد عرفت مشاركة قوية للشباب والنساء سواء من المنتخبين أوأعضاء الجمعيات. وقد شكل فيها الشباب غالبية المشاركين في الورشات الأربع، الجامعيون منهم والبطالون وكذا الإطارات والمنتخبون الذين جاؤوا لإعطاء آرائهم حول سبل ووسائل تكييف سياسات التنمية المحلية مع انشغالات وتطلعات السكان. والجدير بالذكر أن المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي ينظم اليوم السبت بوهران الجلسات الجهوية الرابعة بمشاركة مسؤولين عن الجهاز التنفيذي والمنتخبين المحليين وممثلين عن المجتمع المدني لسبع ولايات من غرب البلاد حسبما علم أمس الجمعة لدى المجلس.