يطالب سكان الأحياء الجديدة بالدويرة بمشاريع لتحسين الإطار المعيشي، خاصة بحيي الدكاكنة وسلام مدني اللذين يفتقدان لعدة ضروريات، انعكست سلبا على حياة المواطنين الذين ينتظرون تدخل السلطات المحلية وتكفلها بالانشغالات المطروحة منذ سنوات. في هذا الصدد؛ أشار سكان حي الدكاكنة إلى أن الحي يفتقد لقنوات الصرف الصحي والغاز الطبيعي الذي أصبح هاجسا يؤرقهم، خاصة مع قدوم فصل الشتاء الذي يزيد فيه استعمال هذه المادة الحيوية، كما لا يزال مواطنو هذا الحي، خاصة الشباب منهم ينتظرون إنشاء ملعب بلدي وقاعة متعددة الرياضات من أجل ممارسة هواياتهم بمنطقتهم دون التنقل إلى البلديات المجاورة وكذا إنجاز مكتب بريد وتوفير النقل العمومي، والنقل المدرسي الذي تسبب غيابه في متاعب كثيرة للتلاميذ، خاصة الذين يدرسون في الأقسام التحضيرية، والذين يقطعون عدة كيلومترات للالتحاق بمقاعد الدراسة في ظروف جد صعبة، كما عبر الأولياء عن قلقهم من ظروف تمدرس أبنائهم في المتوسطة التي أصبحت لا تستوعب العدد المتزايد للطلبة الذي بلغ 800 تلميذ، مطالبين بضرورة إنجاز مؤسسة جديدة وتوزيع المدارس على كافة المنطقة لتغطية عجز التنقل. وناشد أولياء تلاميذ متوسطة محمد العزوني بحي الدكاكنة السلطات المعنية التدخل العاجل لإنقاذ مستقبل أبنائهم، من خلال تحسين ظروف تمدرسهم بهذه المتوسطة التي تشهد نقصا في التأطير على مستواها وغياب النظافة بالحجرات التي لا تزال دون طلاء منذ سنين، كما أن أبوابها ونوافذها محطمة وبعضها دون زجاج والتدفئة غائبة ومنعدمة منذ تأسيسها ومراحيضها دون ماء، حيث تنتشر الروائح الكريهة. وما زاد الطين بلة هو تنقل تلامذتها مشيا على الأقدام لمسافة تفوق 2 كلم ليلتحقوا بالمؤسسة التي لا تتوفر أيضا على الإطعام رغم وجودها في حي أغلبية تلامذته فقراء، كما أن ساعة واحدة من الثانية عشر إلى الواحدة زوالا لا تكفيهم لينتقلوا ذهابا و إيابا إلى مساكنهم قصد الراحة والإطعام، وهذا في الوقت الذي توجد فيه -حسب سكان حي الدكاكنة- مطاعم مدرسية محاذية للمنازل وسط المدن أو البلدية. من جهته؛ أشار أحد الأساتذة الذي درّس في هذه المتوسطة خلال أربع سنوات إلى أن اللوم يقع على سكان الحي عموما وأولياء التلاميذ، خاصة الذين لا يؤدون أي دور في تنشيط الحياة المدرسية والمساهمة فيها بداية بجمعية أولياء التلاميذ التي غابت تماما، فعند استدعاء الأولياء للجمعية العامة -يقول المتحدث- لا يحضر أزيد من 20 شخصا، و إذا استدعي ولي تلميذ لمناقشة وضعية ابنه أو ابنته ف''لا حياة لمن تنادي''، كما أنه حتى أثناء لقاء الأولياء والأساتذة عند نهاية الفصل الأول والثاني لا يحضر أكثر من الربع في أحسن الأحوال. في هذا الإطار؛ أكد المتحدث أن جمعية أولياء التلاميذ التي لها صلاحيات واسعة يجب أن تطالب بزيادة متوسطة ثانية وترميم المتوسطة الحالية، توفير الإطعام للتلاميذ والأساتذة حتى لا يفروا منها، توفير الوسائل البيداغوجية، توفير النقل المدرسي المجاني في إطار التضامن المدرسي للأساتذة من الدويرة المركزية إلى الدكاكنة ومن المناطق المتفرقة التابعة للدكاكنة إلى المتوسطة، والتضامن مع إدارة المتوسطة والأساتذة حين رفع الانشغالات التربوية و البيداغوجية. أما سكان حي سلام مدني فذكروا -من جهتهم- أن حيهم يشهد مشاكل كثيرة وأنه يفتقر لأدنى شروط الحياة منذ إنشائه في,2001 حيث لا يوجد فيه غاز طبيعي ولا كهرباء ولا ماء وهذا رغم مراسلتهم للدائرة الإدارية للدرارية في مارس الماضي والتي لم ترد لحد الآن على انشغالاتهم. في هذا الصدد؛ ذكر هؤلاء أن أغلبية سكان الحي الذي يضم 1400 مسكن يشترون الماء من الصهاريج، مما تسبب لهم في أمراض مختلفة، كما توجد طرقات الحي في وضعية لا تحسد عليها يصعب المرور عبرها، مما جعلهم يحاولون تهيئتها بإمكانياتهم الخاصة، غير أن عدم حصولهم على رخصة من المصالح المعنية حال دون ذلك، فضلا عن عدم تسوية وضعية ملكية الأراضي التي شيدوا عليها سكناتهم.