خصصت مجلة الجيش عددها الاخير للملف التاريخي بمناسبة إحياء الجزائر لذكرى الفاتح من نوفمبر، الذي تصدر غلاف المجلة تحت عنوان ''نوفمبر،، ذاكرة رجال وحقيقة تاريخية''، حيث صنفت افتتاحية المجلة الجرائم التي ارتكبت على أرض الجزائر خلال الفترة الاستعمارية جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية حسب المواثيق والاتفاقيات الدولية. وأشارت الافتتاحية في هذا الصدد إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه الجزائر للاحتفال بذكرى اندلاع ثورة اول نوفمبر، يدعونا واجب الذاكرة قبل كل شيء إلى تخليد شهداء القضية الوطنية وخاصة التمعن جيدا في الدروس المستخلصة من هذه الملحمة الكبرى، مضيفة أن الوحدة الوطنية شكلت عاملا حاسما في نضالنا التحرري، مما جعل الكفاح المسلح يشمل جميع أرجاء التراب الوطني بما فيها الحدود التي سقتها دماء الجزائريين والجزائريات، قبل أن تخلص إلى إبراز زهمية هذه القيم بالقول''فما أحوجنا اليوم إلى هذه القيم والقدرات حتى يتمكن وطننا من المضي بكل عزيمة في طريق الديمقراطية والتطور وتحقيق العدالة الاجتماعية وذلك هو مغزى رسالة أول نوفمبر .''1954 واستعرض الملف التاريخي للمجلة الجذور التاريخية للاستراتيجية العسكرية الجزائرية (1954 -1962 ) بالتأكيد على أن الثورة التحريرية تحتفظ بفضل كبير للرعيل الاول من روادها الذين أقاموا أرضية جيش التحرير والتي يجب اعتبارها بمثابة النواة الاولى للاستراتيجية العسكرية الجزائرية في التاريخ المعاصر، في حين أبرزت المراحل التي مر بها التنظيم العسكري إلى أن وصل إلى تنظيم عصري، فرض نفسه كقوة عسكرية ذات كفاءات عالية في القتال، مستلهمة من الثورات والمقاومات الشعبية التي شهدها القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وأبرز ملف المجلة ثقل الثورة التحريرية التي استطاعت بإمكانات بسيطة ومحدودة بعد أربع سنوات من اندلاعها إحداث شرخ كبير داخل الدولة الفرنسية بكل هياكلها العسكرية والاقتصادية والسياسية. وإلى جانب العمل المسلح فقد سلطت المجلة الضوء على الجانب الدبلوماسي خلال الثورة، من منطلق ادراك مفجري الثورة بأن نجاح الكفاح المسلح في الداخل مرهون بحركة دبلوماسية واسعة في ، توفر الدعم المادي والمعنوي لاستمرار نجاحها، حيث صارت الدبلوماسية الجزائرية من خلال الاعلام تلعب دورا حساسا يتمثل في التصريحات التي كان يدلي بها ممثلو جبهة التحرير الوطني وكذلك الندوات الصحافية التي يعقدونها في مختلف العواصم الاجنبية. كما تطرقت المجلة إلى مساهمة الجيش الوطني الشعبي في الانتاج السينمائي الذي يشكل بدوره احد اهم الوسائل لإيصال صدى الثورة إلى الخارج، وتمت الاشارة إلى أن السينما الجزائرية عرفت ولادة صعبة، حيث نشأت في قلب معركة التحرير وكانت بالتالي احدى المعطيات التي افرزتها حرب التحرير، كما لعبت دورا هاما في النضال الذي خاضه الشعب من اجل تحرير الجزائر. كما أعدت المجلة روبورتاجا حول مركز الارشيف الوطني تحت عنوان ''شاهد على التاريخ''، مشيرا إلى أن الارشيف يعد حلقة هامة بين الماضي والحاضر والمستقبل وأمانة يجب صيانتها مع تعاقب الاجيال.