أكدت مجلة ''الجيش'' في عددها الأخير، حرص الجزائر التام وتضامنها مع الكفاح الذي تخوضه شعوب العالم للتخلص من الاستدمار الأجنبي، موضحة أنه موقف ثابت وعادل من شأنه إزعاج ذوي التوجاهت التوسعية التي غالبا ما تكون أهدافها غير معلنة. وقالت افتتاحية المجلة أن موقف الجزائر هذا، نابع من الدروس والعبر المستخلصة من ثورة أول نوفمبر، الملحمة الكبرى التي لا تزال تغذي مختلف النقاشات كلما تمحور الحديث حول كفاح الشعوب المشروع من أجل حقها في تقرير مصيرها وفي الاستقلال، وهي الحقوق التي تكرسها جميع المواثيق والمعاهدات الدولية. وأوضحت لسان الجيش الوطني الشعبي في عدد خاص بالذكرى ال56 لثورة نوفمبر، تحت عنوان، ''التاريخ الذاكرة'' أن سر عظمة الثورة الجزائرية يكمن في انتصارات الكفاح المسلح الذي فتح لها الطريق نحو أعمال دبلوماسية واتصالية كبرى هدفها التعريف بالقضية الجزائرية لدى الهيئات الدولية وتعبئة الرأي العام العالمي في صف الثورة التي سرعان ما انتشر وهجها خارج حدود الجزائر المكافحة. وأضافت افتتاحية ''الجيش'' في هذا الصدد، أن ثورة الفاتح من نوفمبر هي مصدر إلهام جميع المكافحين في سبيل الحرية، الأمر الذي يبقيها في نظر المؤرخين، أهم حدث تاريخي، عجل مسار تصفية الاستعمار في قارتنا وخارجها، أما بالنسبة للجزائريين فإن استحضار ذكرى نوفمبر 1954 هو فرصة -تضيف المجلة- للانحناء احتراما وتقديرا لذكرى شهدائنا الأبرار، وتأمل كل الدروس المستخلصة من هذه الصفحة الناصعة من تاريخنا. ويبقى الجزائريون دائما يجيدون مواجهة خصومهم، مخلدين بذلك إحدى القيم الأساسية لرسالة نوفمبر. ولمواجهة تحديات اليوم والغد، أكدت المجلة أنه ليس أمامنا من خيار سوى تعزيز وحدتنا الوطنية، حيث يبقى بيان الفاتح من نوفمبر 1954 بمثابة المنبع الذي لا ينضب مادام محتواه وبعده يرميان في المقام الأول إلى دحض الخلافات الظرفية من أجل مواجهة العدو المشترك وتحقيق التطلعات الوطنية السامية، وهي القيم -تقول المجلة- التي سمحت للجزائر بالأمس القريب أن تبقى صامدة رغم كل شيء، واعتبرت لسان الجيش، أن الشعور بالانتماء لأمة تتقاسم نفس التاريخ والتطلعات الراهنة، أضحى يشكل في زمن العلاقات الدولية الراهنة، ورقة رابحة، حيث يتيح غياب هذا الشعور لكل عمل عدواني، أن يجد حتما المناخ الملائم لنجاحه.وأشارت في هذا السياق إلى إرادة الراسخة للشروع في التوزيع الجغرافي العادل لثروات البلاد وهو ما من شأنه -تضيف المجلة- أن يساهم في تعزيز أواصر التكاتف الاجتماعي وتعبئة جميع الطاقات حول الأهداف الكبرى للتنمية. وهي الأهداف الاستراتيجية المسطرة في البرنامج الخماسي للتنمية (2010/2014) والتي تقتضي ترجمة وتجسيد قيمنا الوطنية الى واقع ملموس خلال حياتنا اليومية. وبمناسبة الاحتفاء بالذكرى ال56 لثورة نوفمبر، نقلت المجلة تهاني الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، السيد عبد المالك قنايزية ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، إلى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، حيث حثتهم على الاقتداء بالأسلاف الأمجاد، وعلى الاستجابة للتطور وعلى بذل المزيد من المجهودات للاستئصال النهائي لآفة الإرهاب والدفاع عن الجزائر وصون مكتسباتها. ونقلت المجلة وقائع افتتاح رئيس الجمهورية للسنة الجامعية 2010/2011 بورقلة، مبرزة تأكيده على بقاء التعليم مفتاح المرور لعصرنة المعرفة، إضافة إلى تدشينه محطة التحكيم والمراقبة واستقبال الصور الساتيليتية بالناحية العسكرية الرابعة وبعد أن تحدثت المجلة عن تسمية أربعة مستشفيات عسكرية بأسماء مجاهدين وشهداء، نقلت وقائع تمارين الأمن الجوي في إطار مبادرة ''5+5 دفاع''، في حين احتوى الملف على مواضيع هامة عن العلوم والتكنولوجيا في خدمة السلم والتنمية في إفريقيا ومجتمع المعلومات والفضاء، ومستقبل الشراكة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي. وتضمن العدد دراسة قيمة حول المهام الجديدة للجيوش.