بدأ إسلاميو حركة العدل والتنمية المغربية يستعدون لتولي مقاليد الحكومة في هذا البلد بمجرد الإعلان الرسمي عن النتائج النهائية لأول انتخابات تعددية اكتسحوا نتائجها بفوزهم بقرابة مائة مقعد من مجموع 395 مقعدا التي يتكون منها البرلمان المغربي. ويكفي فقط أن يختار الملك محمد السادس شخصية من حزب الأغلبية ليبدأ في تجربة جديدة ستكون نقلة نوعية في مسيرته من مجرد تشكيلة معارضة إلى حزب يدير الشأن العام في البلاد. وكانت نتيجة هذه الانتخابات متوقعة منذ فترة طويلة بحكم الوزن السياسي للتيارات الإسلامية في الساحة المغربية وأيضا لكون هذا التحول جاء في سياق التطورات التي تشهدها المنطقة العربية ورياح التغيير التي مستها وكان الإسلاميون أكبر المستفيدين منها. ولذلك فإن فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية المقاعد لم يكن مفاجئا وهو تكرار لنفس التجربة التي عرفتها تونس في الثالث والعشرين من الشهر الماضي والتي سمحت لحركة النهضة من الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان التونسي. ويتوقع أن يختار الملك محمد السادس الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران لتولي منصب الوزير الأول وتكليفه بتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة. وهي الرغبة التي لم يخفها هذا الأخير وأكد أنه مستعد للبدء في مشاورات مع مختلف القوى السياسية في البرلمان المغربي من أجل الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية. وهو ما أكدت عليه عدة أحزب سياسية ممن فازت بمقاعد في البرلمان لأن تكون شريكا في الحكومة الجديدة بما فيها حزب الاستقلال الذي يقوده الوزير الأول الحالي عباس الفاسي الذي فاز ب45 مقعدا نيابيا والحزب الاشتراكي للقوات الشعبية. ويسعى بن كيران في كل تصريحاته إلى تهدئة النفوس وطمأنة الرأي العام المغربي وكذا الحكومات الأجنبية حول أفكاره المعتدلة وقال إن القوى السياسية العلمانية والمجتمع المدني المغربي لا يجب أن يخشى شيئا تماما كما هو الشأن بالنسبة للقوى الغربية التي طمأنها بأن لا تخشى شيئا من حزبه. وهو ما استقبلته فرنسا والاتحاد الأوروبي اكبر شريكين اقتصاديين مع المغرب وحتى الولاياتالمتحدة بترحاب واعتبرت جميعها أن فوز الإسلاميين على أنه التحول الديمقراطي المطلوب في تغير واضح في مواقف الدول الغربية التي كانت تنظر إلى كل إسلامي على أنه خطر على الديمقراطية وتهديدا لمجتمعاتها.