خصصت مصالح ولاية الجزائر 22 مليار سنتيم لترميم 18 بناية قديمة تقع بإقليم بلدية باب الوادي، في إطار البرنامج الضخم الذي تتابعه المصالح الوصية لإعادة الإعتبار للنسيج العمراني القديم، ومنه حماية الشاغلين من خطر الإنهيارات. وكشف الأمين العام لبلدية باب الوادي بالعاصمة، السيد مقران رضوان ل ''المساء''، أن ولاية الجزائر منحت البلدية خلال الفترة الأخيرة هذه القيمة المالية الضخمة، من أجل المباشرة في أشغال ترميم الأجزاء المشتركة على مستوى 18 بناية قديمة يعود إنجازها إلى الفترة الاستعمارية، حيث سيتم اختيار المؤسسات المشرفة على أشغال الترميم في القريب العاجل، بعد الإعلان عن مناقصات وطنية مفتوحة للفوز بالصفقات التي تتطلب مؤسسات مؤهلة ومتخصصة لمتابعة أشغال الترميم. وأشار المسؤول أن أشغال الترميم ستشمل كل الأجزاء المشتركة المتواجدة ب 18 عمارة؛ من بينها الشرفات، الأسطح، السلالم، الفناء الرئيسي لمدخل البناية، والواجهات التي كانت من بين أكبر المشاكل المطروحة للترميم، على اعتبارها أجزاء مشتركة تتطلب إعادة التهيئة بالتنسيق مع دواوين الترقية والتسيير العقاري في حالة ملكية البناية لهذه الجهة المسيرة، أو بعض الملاك الخواص الذين عادة ما يرفضون اقتراح الترميم، نظرا للتكلفة الكبيرة لأشغال الترميم التي قد تتجاوز 100 مليون سنتيم. وأكد الأمين العام لبلدية باب الوادي، أن اختيار البنايات جاء عن طريق معاينة دقيقة لوضعية البنايات التي هي بأمس الحاجة لأشغال التهيئة والترميم من قبل لجنة مراقبة البناء ''سي تي سي'' التي قامت بمعاينات ميدانية للبنايات المتواجدة بالبلدية التي تتوفر على حظيرة سكنية جد قديمة تعود للفترة الاستعمارية، حيث وقع الاختيار على 18 بناية قديمة سيتم ترميم أجزائها المشتركة، في انتظار اختيار بنايات أخرى قديمة تستدعي الترميم. ومن المنتظر أن تشمل أشغال الترميم حتى البنايات التابعة لدواوين الترقية والتسيير العقاري، وكذا بعض البنيات التي بيعت شققها للخواص، إلا أنهم عجزوا عن ترميم أجزائها المشتركة. وفي نفس السياق، أكد بعض سكان أحياء باب الوادي في حديثهم ل ''المساء'' رغبتهم في أن تشمل العملية سكناتهم التي ''تنذر أجزاؤها المشتركة بالانهيار، في ظل عدم تمكنهم من ترميمها بسبب التكلفة المالية الكبيرة التي تستلزمها العملية، وكذا الإمكانيات الكبيرة مثل الرافعات التي يتم استعمالها في ترميم الشرفات، مشيرين أن الكميات الكبيرة من الأمطار المتهاطلة أصبحت من بين أكبر العوامل المناخية التي تزيد من اهتراء الأجزاء المشتركة؛ أهمها الشرفات، لاسيما القضبان الحديدية، حيث تتشبع أغلبيتها بمياه الأمطار ويطالها الصدأ بما يجعلها تنهار بشكل فجائي وتسقط على رؤوس المارة، وهو حال كل العمارات المتواجدة بشارع بيار روني، علي مشكان، حميد مراوبي، شارع إراتني، التي شهدت حالات انهيار خطيرة لأجزائها المشتركة خلال الأيام القليلة الماضية، لاسيما بعد التقلبات الجوية التي باتت تهدد بانهيار عدد كبير منها، على اعتبارها من بين أقدم البنايات المتواجدة بالمنطقة.