جمال ملواني هو أحد البحارة المفرج عنهم من طرف القراصنة الصوماليون مؤخرا، زارته ''المساء'' بمنزله بحمام ملوان شرق ولاية البليدة، حيث روى لنا تفاصيل معاناته رفقة زملائه المحتجزين. جمال ملواني تحدث إلينا وهو في حالة نفسية منهارة نتيجة 10 أشهر من التعذيب، حيث أنه مازال في مرحلة العلاج المستمر بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة. كيف تمت محاصرتكم من قبل القراصنة الصوماليين؟ كانت وجهتنا من ميناء سلطنة عمان إلى ميناء مومباسا بكينيا وبعد عشر ساعات من إقلاعنا تمت محاصرة الباخرة ''البليدة'' باستعمال زوارق انطلقت من باخرة استعملت خصيصا لحجز الرهائن وكان هذا بالقرب من جزيرة سوقطرة اليمنية، ثم اقتادونا إلى المياه الإقليمية الصومالية شمال موقاديشو. كيف كانت معاملة القراصنة لكم؟ كانت معاملة سيئة ووحشية للغاية حيث استعملوا معنا التهديد بالقتل وكانوا يطلقون النار في الهواء من أجل تخويفنا، وكانوا يوميا يستعملون معنا كل الوسائل من ضرب ومعاملة قاسية حتى ننهار نفسيا. كيف كانت ظروف الإطعام؟ كانوا يقدمون لنا الشيء القليل من الأكل والماء حتى لا نموت وأصبحت وضعيتنا مزرية للغاية. هل هناك أساليب أخرى للتعذيب استعملها القراصنة ضدكم؟ استعملوا كل وسائل التهديد من القتل والتعذيب والتنكيل بحيث هددنا أحد القراصنة بالقتل ورمينا إلى أسماك القرش التي توجد بكثرة بالمياه الإقليمية الصومالية إضافة إلى التعذيب النفسي إلى درجة أن بعض البحارة حاولوا الانتحار نتيجة التعذيب الوحشي كما استعملوا العنف لتكسير بعض أجزاء الباخرة وأخذوا كل ما هو موجود فيها. كيف تمت خطوات التفاوض بين الشركة الأردنية والقراصنة من أجل إطلاق سراحكم؟ كانت هناك اتصالات بين الشركة الأردنية من أجل التفاوض لإطلاق سراحنا من قبل القراصنة الذين احتجزونا كرهائن وأخذوا منا كل المؤونة، وبعد مفاوضات عسيرة بين الشركة الأردنية والقراصنة تم الإفراج عن رهائن باخرة البليدة في 03 نوفمبر. كيف كانت الأجواء حين وصولكم إلى ميناء مومباسا بكينيا؟ نظرا للحالة السيئة لباخرة ''البليدة'' التي كانت تسير ببطء اضطررنا إلى الرسو بمبناء جواري بكينيا تم حينها الاتصال بسفير الجزائر الذي تم إبلاغه بأمر الرهائن بعدها تدخلت السطات العسكرية التي اهتمت بعملية نقلنا إلى أرض الوطن عبر طائرة عسكرية إلى مطار بوفاريك.كلمة أخيرة أشكر كل من كان له دور في مساعدتنا وسلامتنا ورجوعنا إلى أهالينا والوطن سالمين وخصوصا السلطات الجزائرية التي وفرت لنا الرعاية الطبية المستمرة بالمستشفى العسكري بعين النعجة.