احتضن أمس فندق الشيراطون فعاليات الندوة الدولية حول المقاولة النسوية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تنظيم جمعية الجزائريات المسيرات سيدات الأعمال، التي أكدت رئيستها، السيدة خديجة بلهادي، أن الهدف من تنظيم هذه الندوة يتلخص في تمكين النساء صاحبات المؤسسات من التكنولوجيات الحديثة، حيث تتمكن المرأة من ترويج منتجاتها عبر الأنترنت وحتى الاستفادة من اليد العاملة والخبرات عبر العمل عن بعد، وكذا المشاركة في الندوات والنقاشات المنظمة عبر الأنترنت. وكشفت السيدة بلهادي ل''المساء''، على هامش الندوة، واقع علاقة المرأة المقاولة بالتكنولوجيات الحديثة في الجزائر جدا، هذا ما حذا بالجمعية التي ترأسُها إلى عقد الندوة الدولية حول أهمية التكنولوجيات الحديثة بالنسبة للمرأة المقاولة، إذ تعتبر التكنولوجيات الحديثة وما توفرها من كم هائل من المعلومات في مجال النشاط الاقتصادي للمرأة المقاولة من الوسائل الضرورية الواجب توفرها داخل المؤسسات حتى تواكب التطور المستمر في جميع المجالات، إلا أن الواقع يشير إلى العكس تماما، حيث تتحدث الأرقام عن كون 13,94 بالمائة فقط من المؤسسات مربوطة بالأنترنت كاشتراك مهني، وأن 58,2 بالمائة من المؤسسات لها بريد إلكتروني، وأن 29,4 بالمائة لها موقع واب. وقد تمحورت الإشكالية الأساسية للندوة الدولية حول مدى مساهمة المرأة المقاولة في التنمية الاقتصادية بنفس المستوى مع الرجل؟ والجواب يقتنى من الاحصائيات التي قدمتها السيدة نسيمة بن حبيلس مديرة الدراسات بمديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة، إذا تشير إلى أن النساء موجودات بقوة في سوق العمل إلا أنهن لا يمثلن سوى 15 بالمائة من اليد العاملة وهن موجودات أكثر في قطاعات التربية، الصحة والقضاء وأقل بقليل في الفلاحة والصناعة، وأضافت تقول إن نسبة النساء اللواتي استفدن من قروض مدعمة من طرف ''الأنساج'' تمثل 15 بالمائة، واللواتي استفدن من قروض من طرف ''الأنجام'' يمثلن 60 بالمائة. والسؤال الذي يطرح نفسه -في السياق- هو هل أن السياسات المنتهجة في ميدان التكنولوجيات الحديثة في البلدان العربية والإفريقية تسمح للمرأة بأن تطور نفسها في محيط عملها في وقت قصير وبأقل تكلفة، والجواب على لسان السيدة بلهادي التي تنفي ذلك، مشيرة إلى أن ترقية استعمال التكنولوجيات الحديثة داخل مؤسسات المرأة المقاولة أصبح من الأولويات اليوم وذلك عبر توعية المرأة المقاولة بدور التكنولوجيات الحديثة في تطوير مساهمتها في التنمية الاقتصادية وذلك عن طريق تنظيم ملتقيات لتوعية المرأة المقاولة وإطلاعها على أهمية التكنولوجيات الحديثة في تطوير نشاطها الاقتصادي وكذلك تنظيم دورات تكوينية للمرأة المقاولة لإطلاعها على أحدث المبتكرات في مجال التكنولوجيات الحديثة الموجهة للمرأة، وفي السياق تشير إحصائيات جمعية الجزائريات المسيرات صاحبات المقاولات إلى أن تكلفة شراء كمبيوتر تتراوح ما بين 2,5 إلى 4 مرات الأجر الأدنى المضمون، وتكلفة شراء كمبيوتر محمول تتراوح ما بين 3,5 إلى 6 مرات الأجر الأدنى المضمون. جدير بالذكر أن الندوة الدولية حول المقاولة النسوية انتظمت بالشراكة مع ''فيتال فويسز'' وهي منظمة أميريكة غير حكومية تختص بالمقاولة النسوية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي أكدت ممثلتها أن أجندة العمل ترتكز على 06 برامج تعنى كلها بخلق شبكة جهوية في 10 بلدان في المنطقتين تختص بمرافقة المقاولات النسوية وتمكينها من التكنولوجيات الحديثة.