لقي 30 سوريا مصرعهم وأصيب أكثر من مائة شخص آخر أمس في تفجيرين انتحاريين نفذا بالسيارة الملغمة استهدفتا مقرين لجهاز المخابرات السورية في قلب العاصمة السورية دمشق في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع المواجهات الدامية في هذا البلد قبل تسعة أشهر. والمفارقة أن التفجيرين تزامنا مع بدء الملاحظين العرب أولى عمليات الوقوف على حقيقة الأوضاع التي تشهدها سوريا من أعمال عنف وخلفت إلى حد الآن قرابة 5 آلاف قتيل وآلاف المصابين. وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري أمس أن التفجيرين وقعا في نفس اليوم الذي وصل فيه الملاحظون العرب وهو اول هدية تقدمها الجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة لهم ولكنه أوضح ''أننا سنقوم بتسهيل مهمتهم حد المستطاع''. وأضاف المسؤول السوري أن الإرهاب أراد ومنذ اليوم الأول لمهمة الملاحظين إلى العاصمة دمشق أن يكون يوما دمويا ولكن الشعب السوري سيتصدى لآلة القتل التي يدعمها الأوروبيون والأمريكيون وبعض الدول العربية''. وأدلى فيصل مقداد بهذا التصريح رفقة سمير سيف اليزل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس وفد الملاحظين العرب إلى سوريا ضمن اول الإجراءات لتحضير زيارة الوفد العربي قبل لقاء يعقده اليوم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. واستهدف التفجيران اللذان وقعا بفارق قصير بحي كفر سوسة مديرية الأمن العام وهي جهاز استخباراتي مدني بالإضافة إلى فرع آخر لأجهزة المخابرات السورية وهما الجهازان اللذان يتهمهما السوريون باقتراف عمليات القتل والتعذيب والمطاردة ضد المتظاهرين المطالبين برحيل النظام في سوريا. ويتكون الوفد العربي من تسعة أعضاء ويقوده نائبا الامين العام للجامعة العربية سمير سيف اليزل ووجيه حنافي في مهمة استطلاعية من اجل تهيئة الأرضية قبل وصول اول دفعة من الملاحظين تتراوح مابين 30 و50 ملاحظا يوم غد الأحد إلى العاصمة دمشق ومناطق التوتر في سوريا على أن يصل فيما بعد إلى 200 ملاحظ يعكفون طيلة مدة مهمتهم على تنفيذ الخطة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا بقيادة الجنرال السوداني محمد احمد مصطفى الدبي. وتزامن وصول الوفد العربي مع إعلان المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن روسيا تسعى الى توحيد مواقف مجلس الأمن الدولي بشأن الازمة القائمة فى سوريا عبر تقديم أمس صيغة معدلة لمشروع القرار الدولي حول الوضع فى هذا البلد. وأكد تشوركين أن ''المسعى الروسي يهدف الى تمكين مجلس الأمن الدولي من تبني موقف مشترك من الملف السوري على غرار الإعلان حول ليبيا الصادر في 3 أوت الماضي''. واستبعد الدبلوماسي الروسي أن ترضي الصيغة المعدلة للمشروع جميع أعضاء مجلس الأمن.