شدّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية أول أمس على ضرورة ''تحسين مستوى الخدمات الاجتماعية في مجالات الإطعام والإيواء والنقل والنشاطات الثقافية والرياضية''، وذلك بناء على توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا بمناسبة افتتاح الموسم الجامعي، ذلك أن الطموح مستقبلا هو أن تتبوأ الجامعة مكانا أفضل في الترتيبات السنوية وأن التحدّي الأول اليوم وغدا هو التحدي المعرفي والتكنولوجي. شكل اللقاء الذي جمع وزير القطاع بمدراء الخدمات الجامعية على المستوى الوطني فرصة للتأكيد على ضرورة تحسين مستوى الخدمات المقدمة للطلبة خلال السنة الجامعية 2011-,2012 إذ أعطى جملة من التوجيهات لتحسين التصرف في استخدام الموارد المالية والهياكل القاعدية بالنظر للقدرات المادية المتوفرة، مؤكدا على عدم تجاوز الاعتمادات المخصصة لمختلف النفقات، وحرص على ضرورة صيانة الهياكل والمرافق والمحافظة عليها وترميمها وتهيئة المحيط. ودعا الوزير إلى ''مواصلة تجسيد مشروع تعميم استعمال البطاقة المغناطيسية'' للطلبة والتي تسمح لهم من الاستفادة بشكل سريع من شتى الخدمات (الإيواء والإطعام والنقل الجامعي). وحرص السيد حراوبية على ضرورة مواصلة العمل أيضا من أجل تجسيد مشروع المداخل الدوارة وكاميرات المراقبة بغرض تحسين نوعية الخدمات وترشيدها وضمان أمن مرافق الخدمات لاسيما على مستوى هياكل الإيواء والإطعام. كما شدد من جانب آخر على ضرورة التكفل بالتأطير بالموارد البشرية للإقامات الجامعية ومديريات الخدمات الجامعية من خلال حسن استغلالها بما في ذلك اللجوء إلى إعادة التوزيع والانتشار لهذه الموارد بما يضمن ''التكفل الأمثل بسير المرافق الخدماتية''، كما شدد أيضا على تفعيل النشاطات الثقافية والترفيهية والرياضية على مستوى مختلف هياكل الإقامات الجامعية لتحويلها إلى فضاءات جذابة ومريحة. على صعيد آخر أكد السيد حراوبية على اعتماد أسلوب التشاور والحوار مع مختلف الشركاء الاجتماعيين كآلية ''لتجاوز مظاهر التوتر والانسداد والتكفل بالانشغالات المطروحة''. داعيا إلى ضرورة تطبيق النصوص التنظيمية التي تحكم الصفقات العمومية والالتزام بالشفافية واحترام أجال التنفيذ طبقا لما هو مقرر في دفاتر الشروط. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد أكد يوم 14 ديسمبر الماضي بالأغواط بمناسبة افتتاح السنة الجامعية 2011-2012 بأن الجامعة الجزائرية بقيت دوما في صدارة الأولويات الوطنية وحافظت على مكانتها المفضلة وحظيت دوما بالرعاية والاهتمام والتكريم. كما ابرز مجهودات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في ترقية قطاع التعليم العالي في الجزائر الذي حقق ''قفزة نوعية'' سواء في الهياكل أو في التأطير البيداغوجي والعلمي. وفي هذا الشأن استعرض الوزير مؤشرات رقمية تبرز تطور هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن عدد المقاعد البيداغوجية انتقل من 350 ألف مقعد سنة 1999 إلى 4ر1 مليون مقعد سنة 2011 مسجلا بذلك زيادة قدرها مليون و50 ألف مقعد، كما انتقل عدد الأسرة في الأحياء الجامعية من 163 ألف سرير سنة 1999 إلى 600 ألف سرير خلال سنة .2011 وبخصوص مجال التأطير أشار السيد حراوبية إلى أن عدد أعضاء هيئة التدريس على المستوى الوطني انتقل من 16260 أستاذ باحث سنة 1999 إلى 43 ألف أستاذ خلال السنة الجارية بما يعادل زيادة قدرها 265 بالمائة. وكان رئيس الجمهورية خلال إشرافه على افتتاح السنة الجامعية يوم 14 ديسمبر الفارط بالأغواط قد أكد أن الدولة عملت ضمن البرنامج الإصلاحي على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للأساتذة والباحثين والظروف البيداغوجية والمادية للطلبة إيمانا منها بأن التحدي الأول اليوم وغدا هو التحدي المعرفي والتكنولوجي.