علن وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية أمس بالجزائر العاصمة أن قطاعه يتوقع استلام 116 ألف مقعد بيداغوجي جديد خلال الدخول الجامعي 2009-2010 . وأوضح حراوبية في كلمة له في افتتاح الندوة الوطنية لمدراء المؤسسات الجامعية الموسعة الى مدراء الخدمات الجامعية أن التحضيرات الجارية على الصعيد المادي تحسبا للدخول الجامعي المقبل "بلغت شوطا متقدما اذ يتوقع القطاع --كما قال-- استلام هياكل بيداغوجية جديدة تقدر ب116 ألف مقعد بيداغوجي و48 مكتبة جامعية منها 3 مكتبات جامعية مركزية". كما يتوقع القطاع أيضا استلام مرافق خدماتية جديدة تقدر ب647 69 سرير و52 مطعما جامعيا منها 13 مطعما جامعيا مركزيا. وذكر حراوبية في هذا السياق أن قدرات الاستقبال الجديدة هذه في المجالين البيداغوجي والخدماتي ستضاف الى الطاقات الاجمالية القائمة والتي بلغت هذه السنة 940 895 مقعدا بيداغوجيا و203 438 سريرا. واعتبارا لكون عدد المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا لهذه السنة عرف انخفاضا فانه بامكان القطاع --حسب الوزير-- أن "يطمح في هذا الدخول ليس لاستيعاب مجمل الناجحين في ظروف ملائمة فحسب بل للاستفادة من وفرة القدرات المتاحة في تحسين نوعية التكفل بالطلبة بيداغوجيا وخدماتيا". وتطرق حراوبية بالمقابل الى "الصعوبات" التي يشهدها مجال الايواء الجامعي قائلا بأنه يعرف كل سنة "طلبا قويا" و يتعين علينا "أن نوليه اهتماما خاصا ومتابعة ميدانية منتظمة". وعلى صعيد آخر تحدث الوزير عن تسطير القطاع لبرنامج متكامل بغرض اعادة تهيئة الفضاءات الجامعية وتأهيلها وترميمها مشددا على "ضرورة أن تتخذ كل التدابير القبلية على مستوى المؤسسات الجامعية ومديريات الخدمات الجامعية للشروع في مجمل العمليات والورشات المبرمجة في غضون العطلة الصيفية وانهائها قبل الدخول المقبل بما يضمن انطلاق السنة الجامعية في ظروف متميزة". وفي هذا الشأن أكد على أهمية دعم التأطير البيداغوجي والاداري الذي يعد --كما جاء في كلمة حراوبية-- "واحدا من مرتكزات أهداف التطوير التي اعتمدها القطاع منذ سنوات عديدة" داعيا في نفس الوقت المدراء الى "متابعة العمليات الهادفة الى تطوير التأطير كما ونوعا والمبادرة باتخاذ الاجراءات الكفيلة بضمان تأطير بيداغوجي ملائم في مختلف الفروع والتخصصات". و لدى حديثه عن الدخول الجامعي القادم قال حراوبية أن التحضيرات الجارية بشأنه "ينبغي أن تندرج ضمن مسعى يهدف الى تعزيز النوعية على مختلف الاصعدة البيداغوجية والعلمية والتنظيمية والادارية وجعل الموسم الجامعي المقبل موسما متميزا حقا عن سابقيه" واسترسل وزير التعليم العالي والبحث العلمي في هذا المجال موضحا أن هذا التوجه نحو هذا المسعى "أضحى ممكنا بفضل برامج الاستثمار والتطوير التي عرفها القطاع في السنوات الاخيرة والتي مكنت من بلوغ توسع غير مسبوق في الشبكة الجامعية وقدرات الاستقبال البيداغوجي والخدماتي فيها وتزايد تعدادات التأطير كما ونوعا". كما بات هذا التوجه ممكنا --كما جاء في الكلمة-- بفضل تعميق اصلاحات التعليم التي بلغت مرحلة حاسمة وسمحت للجامعة الجزائرية بتطوير مناهج التعلم ومسالك التكوين ومساقات التعليم وسمحت كذلك بتفعيل التواصل مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي وللاستجابة لاحتياجاته. وبخصوص هذه الندوة الوطنية فقد تميزت بتقييم سير السنة الجامعية الحالية واستعراض التحضيرات الجارية والتدابير المتخذة أو تلك التي يتعين اتخاذها بغية توفير أفضل الشروط استعدادا للدخول الجامعي 2009- 2010 وذلك من خلال عروض قدمها رؤساء الندوات الجهوية. كما قدم المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية عرضا خاصا أكد فيه أن طلبات الايواء للسنة الجامعية القادمة تقدر ب338 99 طلبا. كما استعرض بعض الصعوبات التي يواجهها الديوان والتي تخص بالدرجة الاولى عددا من الولايات كالجزائر العاصمة وسكيكدة والبليدة وبجاية قائلا بأن هذه الولايات في حاجة الى مضاعفة عدد الاسرة بها نظرا لعدم وجود هياكل جديدة أو لعدم كفايتها. هذا وقد تميزت الندوة بتقديم مداخلات تعلقت بعدد من مجالات عمل القطاع كالتنمية والاستشراف والتكوين العالي في التدرج والتعاون والتبادل فيما بين الجامعات اضافة الى استعراض المشاكل البيداغوجية والادارية والتنظيمية التي تواجهها بعض الجامعات.