تتواصل الدورة التربصية الأولى الخاصة بتكوين المكونين للتكفل بمدمني المخدرات الى غاية نهاية الأسبوع الجاري، وتعتبر هذه المبادرة التي تشرف عليها وزارة الصحة بالتنسيق مع المركزين الوطنيين لمكافحة المخدرات والسموم، خطوة هامة في دعم الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإدمان· من المقرر أن يتوزع المكونون، وهم أطباء ونفسانيون على 53 مركزا خاصا يجري إنشاؤها عبر القطر الوطني، بالاضافة الى 15 مركزا جهويا وسيطا وخلايا الاستماع المتواجدة في كل المستشفيات ويختص مركزا وهرانوالبليدة حاليا بمتابعة ومعالجة صحية فائقة للمدمنين الذين وصلوا الى مرحلة متقدمة من الإدمان· وعلى هامش انعقاد الجلسة الأولى في أول يوم للتكوين بمدرسة شبه الطبي بحسين داي، أوضح البروفسور بشير ريدوح، رئيس مصلحة الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى البليدة والمشرف على الدورة التربصية لالمساء ان هذه الدورة التربصية تدخل في اطار تفعيل البرنامج الوطني لمكافحة المخدرات وقد تم خلال 2006 معاينة ما يصل إلى 7005 مدمن بالمركز واستفاد 1000 آخرون من الاستشفاء بالمستشفى المذكور· وأشار المتحدث بشيء من التفصيل الى أن مركز البليدة لمكافحة إدمان المخدرات يستقبل سنويا مئات المدمنين الباحثين عن العلاج من هذه الآفة وعلق على الدورة التربصية الحالية بقوله أنها جاءت كخطوة ضرورية فرضتها حتمية توسيع آليات التكفل بالمدمنين بعد أن رأينا كمختصين يقول أن عدد المدمنين يتزايد في حين أن التكفل الصحي بهم محدود سواء من حيث الجانب البشري (أطباء ومختصين نفسانيين) أو من حيث الجانب المادي خاصة ما تعلق بالمراكز الطبية المتخصصة· ويشير البروفسور ريدوح أن العبء الأكبر في العناية بالمدمنين يقع حاليا على مركز البليدة الذي تحول خلال العشرية الأخيرة الى قبلة مئات المدمنين الباحثين عن علاج ضد آفة الادمان· ويقوم النظام العلاجي الهادف للتكفل بالمدمنين على اختيار طريقة العلاج من طرف المدمن نفسه، إما بالاقامة في المركز وتلقي العلاج النفسي والطبي أو أن يمنح له الدواء المناسب لحالته على أن يخضع للفحص الطبي مرتين أسبوعيا لمدة شهر، علما أن هذا النظام العلاجي سطره الفريق الطبي المعالج المتكون من البروفسور ريدوح و 4 محللين نفسانيين و5 أطباء نفسانيين مختصين في الطب العيادي· ويوصف المدمنون الذين يختارون طريقة العلاج الأولى بأشخاص ذوي ارادة قوية وعزيمة فولاذية لتقبل العلاج والتخلص من براثن الإدمان وفي هذه الحالة فإن نجاح العلاج يفوق 50 % أما اذا لم يبد المدمن أي استعداد لتقبل العلاج النفسي والطبي فانه لن يتخلص أبدا من ميوله للمخدرات حتى ولو خضع لعلاج طويل، وعادة ما يظهر هذا وسط أولئك الذين أحضروا بالقوة للمركز من طرف أوليائهم اوتم تحويلهم من أي مستشفى حسب شروحات البروفسور· وتمتد فترة الخضوع للعلاج بالمركز على مدار 21 يوما بالنسبة للمدمن الذي اختار الاقامة داخل المركز، ويكون العلاج تبعا لطبيعة ودرجة الادمان، اذ يخضع المدمن أولا للكشف الطبي ومعرفة مدى اصابته بأمراض أخرى مثل السيدا والالتهابات الكبدية الوبائية ومرض الزهري، ثم يتناوب على علاجه طيلة تلك الفترة اطباء عامون ونفسانيون وممرضون· وعادة، هناك نوعان من العلاج اما فردي واما جماعي فبعد ثبوت حب الانطواء والميل الى العزلة عند المدمن يحول مباشرة على الطبيب النفسي لمساعدته في البوح عن معاناته ومشاكله، في حين يكون العلاج الفردي بتجميع عدد من المدمنين فيما بينهم وتركهم يتحدثون بحرية عن مشاكلهم باشراف الطبيب المعالج ويتناول المدمنون اثناء فترة العلاج ادوية مهدئة ومسكنة للآلام· وفي تقييمها لمختلف الأسباب الدافعة للادمان لمخدرات ذكر السيد عبد المالك السايح، مدير عام الديوان الوطني لمكافحة المخدرات ،أن المشاكل العائلية والاجتماعية تأتي في الطليعة منها التفكك الأسري من خلال طلاق الوالدين وتهميش الأولاد داخل الأسرة، ناهيك عن التأثر بالمحيطين والإنزلاق نحو الادمان بعد أول تجربة من باب الفضول، وكذلك البطالة وغياب فرص العمل هي جميعا عوامل نفسية واجتماعية لولوج هذا العالم الذي يزداد الوافدون إليه بصفة مخيفة خاصة فئة الشباب والمراهقين والآن أطفال المدارس، وكشف المتحدث في حديثه ل المساء ان التداول حاليا مسّ كل أنواع المخدرات وعلى رأسها القنب الهندي أو الكيف المعالج كما يعرف محليا، وحتى الهيروين والأقراص المهلوسة وبعض المواد المسكرة كالغراء والبنزين ومبيد الحشرات· ويقوم الديوان الوطني لمكافحة المخدرات حاليا بمسح وطني بالتنسيق مع 14 وزارة سيتم تقديم نتائجه الأولية شهر جوان 2008 لمعرفة مدى رواج تعاطي المخدرات بالجزائر، خاصة بعد تحول الجزائر من بلد عبور الى بلد استهلاك· *