رفعت أزيد من خمسين عائلة بمزرعة دكياك المعروف ب''حوش النخل'' ببلدية الرويبة، نداءها للسلطات المعنية من أجل ترحيلها إلى سكنات لائقة، أو منحها عقود ملكية لسكناتها التي لم تعد صالحة وسببت لها متاعب بالجملة. وحسب أحد ممثلي سكان المزرعة الواقعة بمحاذاة الطريق السريع الرابط بين بومرداس والجزائر العاصمة، فإن السكان ورغم أنهم يقطنون المزرعة منذ الاستقلال، إلا أن مصيرهم لا يزال مجهولا، حيث لا يزالون ينتظرون الترحيل أو تسوية وضعية سكناتهم من خلال منحهم عقود الملكية، وفي هذا السياق، أبدى لنا الكثير منهم رغبتهم في إعادة بناء سكنات لائقة تأويهم في حال ما إذا فصلت البلدية في قضية ترحيلهم من عدمها، خاصة وأن هناك إطارات يقطنون بها لكنهم متخوفين من وضع كل مدخراتهم من أجل بناء مساكن لائقة ثم يتفاجأون بقرارات الهدم. وأكد محدثونا أن هذه السكنات أصبحت تشكل خطرا على حياتهم بسبب هشاشتها، خاصة في فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار عبر التشققات والتصدعات التي مست الجدران والأسقف، ناهيك عن تلك التي تنجرف من تحت الأبواب، إذ يتحول بلاط المنازل إلى برك مائية، مما خلق لهم متاعب كثيرة، حيث يلجأ بعضهم إلى المبيت عند الأقارب هروبا من هذه الوضعية وخوفا من سقوط الأسطح عليهم، ناهيك عن الأمراض الذي أصابت معظم سكان المنطقة خاصة منهم الأطفال والمسنين الذين أصيبوا بالربو والحساسية بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، حيث ينتظر هؤلاء حل مشكلتهم وترحيلهم إلى سكنات جديدة. ومن جهة أخرى، فقد قال محدثونا إن مشكلهم لا يزول بزوال فصل الشتاء، إذ تتحول بيوتهم إلى أفران يصعب عليهم تحمل درجة حرارتها صيفا، ناهيك عن تطاير الغبار من الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحوش والمسالك الفرعية بين المنازل، مما تسبب هي الأخرى في انتشار الأمراض. كما طرح الأولياء مشكل الطريق السريع الذي يهدد حياة أطفالهم خاصة الذين هم في الطور الابتدائي الذين هم معروفون بعفويتهم في الركض واللعب بجوار الطريق، حيث يقطعون مسافة كيلومتر واحد للوصول إلى أقرب ابتدائية بحوش الرويبة، وأضاف محدثونا أن الطريق الذي يسلكونه ترابي، مما يجعلهم يسيرون على حافة الطريق السريع لتجنب السقوط في الطين من جهة، وصعوبة اجتياز برك الأوحال من جهة أخرى. هذا وقد أشار محدثونا إن العديد من العائلات فقدوا فلذات أكبادهم بهذا الطريق بسبب حوادث المرور المميتة حتميا، بسبب السرعة القانونية بالطريق السريع. وعليه يناشد سكان حوش النخل وزير السكن والعمران من خلال ''المساء''، التدخل العاجل وتسوية وضعيتهم، خاصة تلك المتعلقة بالحد من حصد أرواح فلذات أكبادهم. من جهته، أوضح رئيس بلدية الرويبة السيد لاكروز ل ''المساء'' أن البلدية لم تستفد من حصص سكنية لسد طلبات سكان الأحواش وانتشالهم من هذه الوضعية الصعبة، مضيفا أن هناك مشروع إنجاز سكنات بمخرج مدينة الرويبة نحو الطريق المؤدي إلى بلدية عين طاية، لكنه يجهل وجهتها وإن كان هذا الحوش من بين المستفيدين منها أم لا، مشيرا أنه قام مؤخرا بربط سكنات الحي بقنوات الصرف الصحي لتقليص الأضرار عنهم-.