تعيش حوالي 80 عائلة بمزرعة على بوحجة 148 المعروفة أيضا ب"حوش فليو" ببئر توتة، معاناة حقيقية نتيجة لموقعها وسط عدد من الطرق السريعة الهامة والرئيسية، كالطريق الوطني رقم 1، ومحول الطريق السيار شرق غرب، وهو ما يعتبره السكان، تهديدا مستمرا لحياتهم وحياة أطفالهم، حيث لا تبعد اغلب منازل الحوش المذكور، إلا خطوات قليلة جدا عن الطرق السريعة المذكورة، وهو ما دفع السكان إلى الاحتجاج مطالبين بتسوية وضعيتهم السكنية، وتبني مخططات من شانها ضمان سلامتهم. يقول السيد "حلمي رفيق" هو شاب من سكان المزرعة، أن غالبية القاطنين فيها، ولدوا وترعرعوا هناك منذ سنوات ما قبل الاستقلال، ووصل عدد العائلات بها إلى أكثر من 80 عائلة، فيما تم إحصاؤهم، حسب ذات المتحدث، وتصنيفهم ضمن القاطنين في السكنات الهشة، ما جعلهم ينتظرون في كل مرة قرارات الترحيل إلى سكنات اجتماعية لائقة دون جدوى. أما معاناة هؤلاء السكان الفعلية، يقول السيد حلمي فقد بدأت بانطلاق مشروع محول الطريق السيار شرق غرب، الذي كان من المفترض أن يمر على المزرعة، بعد أن يتم تهديم حوالي أربعة منازل، غير أن احتجاج السكان ووقوفهم، حال دون ذلك، ما اضطر القائمين على المشروع إلى تحويل المسار الذي كان من المفترض أن يكون عليه الطريق نوعا ما، مع انه في كافة الأحوال لم يبتعد كثيرا عن المنازل، وهو ما اعتبره عددٌ منهم، تهديدا حقيقيا لحياتهم وحياة أطفالهم، لاسيما بعد أن قام بعض هؤلاء بمغافلة أوليائهم والتوجه إلى اللعب هناك، مضيفا أن احد الجيران اخرج ابنه من الطريق في اللحظة الأخيرة، خاصة مع عدم وجود أية حواجز أو جدار يحول بين الطريق وبين المنازل المتواجدة بالمزرعة. ويتساءل السكان عن وضعيتهم مستقبلا، خاصة مع وجود مشروعين آخرين لفتح محولين أيضا في القريب العاجل، بالجهة الثانية، ما يجعل المزرعة بعدها وسط أربعة طرق دون وجود أية جسور أو معابر أو ممرات علوية، من شانها ضمان امن وسلامة السكان من الأطفال والعجزة وغيرهم. في هذا الإطار، يقول نفس المتحدث دائما، أن الأطفال المتمدرسين يضطرون إلى العبور أسفل النفق المتواجد على مستوى الطريق السريع، وقطع الطريق بعد ذلك للوصول إلى المدرسة المتواجدة بحي آخر، وكذلك بقية السكان للتزود بمختلف الحاجيات، وهو الآمر الذي يجعلهم أمام خطر حوادث المرور المميتة يوميا، أما عدا ذلك، فيقول السكان أنهم يتكبدون ومنذ سنة 2006 تاريخ الانطلاق في انجاز محول الطريق السيار شرق غرب، على مستوى تلك النقطة، معاناتهم من الاغبرة، والأتربة المتعالية نتيجة أشغال الحفر والتزفيت وغيرها، ناهيك عن الأصوات والفوضى المنبعثة من الآلات المختلفة، وحتى تأثر منازلهم بسبب حركة الشاحنات والمعدات الضخمة، حيث كثيرا ما يشعرون بتزعزع المنازل بفعل ذلك، خصوصا الهشة منها. ويطالب السكان بتسوية عاجلة وفورية لوضعيتهم، إما بترحيلهم إلى سكنات لائقة، أو إيجاد حلول ناجعة وجدية تضمن أمنهم وسلامتهم، علما أنهم- وحسب ما صرحوا لنا به- فقد تم إحصاؤهم خلال العمليات الأخيرة، وتصنيف عدد منهم ضمن القاطنين بالسكن الهش، وهم يذلك ينتظرون الترحيل أو أية حلول فعلية وجادة، فيما تزايدت مخاوفهم بشكل كبير بعد فتح المحول بتلك النقطة، بالنظر إلى المنطقة الخطيرة التي يعيشون وسطها، بين عدد من الطرقات السريعة، التي تتجاوز فيها سرعة السائقين الحدود المسوح لها. رئيس بلدية بئر توتة من جهته السيد "جرود رابح"، قال في تصريح ل"أخبار اليوم" عند نقلنا لانشغالات السكان، أن القاطنين بمزرعة على بوحجة 148، قد استفادوا في إطار التنمية المحلية للبلدية من إيصال مياه الشرب، وقنوات الصرف، وكذلك الربط بشبكات الغاز الطبيعي، والإنارة العمومية، هذه المزرعة كباقي المزارع المتواجدة على البلدية، تم إحصاء السكنات الهشة التي سيتم تحويلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، أما عن احتجاج السكان الأخير، فقال أن هنالك فعلا احتجاجا تم على إثره اقتراح ترحيل كافة السكان بالتنسيق مع الهيئات المحلية، غير أن هنالك بعض السكان الذين قال إنهم يريدون التسوية، ولا يريدون الترحيل، مؤكدا كذلك استفادة عدد من السكان من سكنات اجتماعية في برامج سابقة، وهنالك إحصاء للسكن الهش من المنتظر أن يتم التكفل به أيضا قريبا، مع وجود اهتمام كبير بالناحية الاجتماعية للسكان، بتوفير كافة الشروط الضرورية لذلك. أما عن مشكل الطريق السيار الذي طرحه السكان، فقد قال أن هنالك معايير لضمان سلامة السكان اتخذت من طرف مكاتب الدراسات ووصاية تابعة لوزارة الأشغال، تهتم بشكل مباشر بجانب سلامة المواطنين سواء في "حوش فليو" أو في جهة أخرى، التي اتخذت التدابير اللازمة والكفيلة بضمان سلامة المواطنين.