لا تزال أزيد من خمسين عائلة بمزرعة دكياك (الرويبة) تعيش ظروفا مزرية، بسبب افتقارها للمرافق الحيوية، فضلا عن انعدام الماء الصالح للشرب، غاز المدينة، قنوات الصرف، محطة الحافلات، مدرسة ابتدائية، شاحنات رمي الفضلات... ولعل أول ما يلفت انتباه زائر هذه المزرعة، ذلك الطريق الترابي المهترئ والذي يتحول في فصل الشتاء الى برك مائية يصعب على السكان تجاوزها، وتطاير الغبار منه في فصل الصيف، والحال نفسه بالنسبة للمسالك بين المنازل، اضافة الى ان هذا الحي يبعد عن وسط المدينة بحوالي 2 كلم، فهو يقع بمحاذاة الطريق السريع بين بلديتي الرويبة والحميز، لذلك فإن سكانه يفتقدون لوسائل النقل، وللتوجه إلى مقر عملهم أو قضاء حاجياتهم اليومية لابد عليهم من قطع مسافة لا تقل عن 1 كلم للوصول الى اقرب محطة للحافلات، وهنا يكمن المشكل خاصة بالنسبة للنساء فهن يتعرضن في أغلب الوقت للمضايقات وكذا السرقة، وذلك يضطر أغلبهن للتخلي عن عملهن والمكوث في البيت، ناهيك عن المعاناة التي يتخبط فيها أطفال المزرعة، وللالتحاق بمقاعد الدراسة لابد من قطع مسافة 1000 متر مشيا للوصول الى ابتدائية حوش الرويبة، ومأساتهم تزيد أكثر مع حلول فصل الشتاء، فما عليهم إلا الاختيار بين المشي على برك المياه والطين أو السير على حافة الطريق السريع، حيث يترصدهم يوميا خطر سرعة السيارات والمركبات، كل هذه الأسباب أدت الى تفشي ظاهرة التسرب المدرسي والتي تنجر عنها آفات اجتماعية مختلفة، وهذا ما أكدته لنا إحدى الأمهات بمزرعة دكياك. وأضاف لنا من التقيناهم من السكان، أنهم يفتقرون لأبسط الحقوق التي يتمتع بها سكان الأحياء المجاورة التابعة لنفس البلدية، فهم يعانون من انعدام غاز المدينة والذي بات مادة حيوية لابد من توفرها. كما أشار لنا أحد السكان، أن المزرعة ليست بها قنوات الصرف، ما يجعلهم يستأجرون شاحنات التفريغ في كل فترة بمبالغ باهظة. مضيفا أن الماء الصالح للشرب يكاد ينعدم، حيث يزودون به مرتين في الأسبوع وبكميات جد ضئيلة، ما يضطرهم لاستئجار الصهاريج المتنقلة بمبالغ تصل الى 700دج. أما عن شاحنات جمع الفضلات، فقد أكد لنا من التقيناهم من السكان، أن الوضع كاريثي، فعند تشكل جبل من القمامات يقومون بحرقها، وهذا ما أثر سلبا على صحتهم، فأغلب السكان يشتكون من الأمراض الجلدية والحساسية وغيرها من الأمراض المتفشية. كما أبدى لنا أحد السكان استياءه من عدم وجود الإنارة العمومية رغم وجود الأعمدة، فمنذ أن أتلفت المصابيح لم يتم استبدالها. وعليه، ناشد سكان "مزرعة دكياك" من خلال جريدة "المساء"، السلطات المعنية، تكليف نفسها التنقل إلى المزرعة للوقوف على الحياة الكارثية التي يعيشها سكانها.