علمت ''المساء'' من مصادر جد مسؤولة بشركتي سوناطراك ونفطال أنه تم خلال السنة الماضية استيراد كميات كبيرة من الوقود بسبب ارتفاع الاستهلاك نظرا للارتفاع الهائل لعدد السيارات خلال سنة 2011 بالإضافة إلى توقف بعض المصافي في الوطن عن الخدمة في إطار عصرنتها للرفع من قدراتها الإنتاجية مستقبلا على غرار مصفات أرزيو التي تعتبر المركز الرئيس لتزويد محطات الوقود في الولاياتالغربية. وأضاف المصدر أن سنة 2011 سجلت استهلاك أكثر من 11 مليون طن من الوقود بزيادة قدرها 10 بالمائة مقارنة بسنة 2010 بعدما ارتفع عدد السيارات المستوردة السنة الماضية إلى أكثر من 300 ألف. وتوقف مصفاتي الوسط والشرق عن العمل وهو ما جعل -يضيف المصدر- سوناطراك تلجأ إلى استيراد كميات كبيرة من الوقود بطلب من شركة نفطال التي عجزت عن تغطية الطلب المتزايد خاصة في السداسي الأخيرة من السنة الماضية وهو السداسي المعروف بزيادة نسبة الاستهلاك نظرا لتزامنه مع فترة الصيف الذي يعرف ارتفاعا هائلا في الطلب لتوفير هذه المادة للمحطات. وحسب تقديرات المصدر فإن بلوغ الحظيرة الوطنية من السيارات إلى أكثر من 607,614,4 وحدة السنة الماضية باحتساب الأرقام التي قدمها الديوان الوطني للإحصائيات لسنة 2010 حين قدر عددها ب607,314,4 وحدة فإن تزايد عدد السيارات في الجزائر سيؤثر على سوق الوقود ما يحتم اللجوء دوما إلى الاستيراد خاصة وأن عدد السيارات يرتفع من سنة إلى أخرى حسب الأرقام التي يقدمها الديوان الوطني للإحصائيات كل سنة وكذا لعدم إقبال أصحاب السيارات على ''سير الغاز'' الذي يغطي إنتاجه كل السوق. وأضاف المصدر أنه خلافا لما تم تداوله بخصوص قلة الكميات المستوردة من مشتقات البترول، تم هذه السنة بالإضافة إلى الوقود استيراد كميات كبيرة من زيوت السيارات بعد أزمة الندرة التي شهدتها السوق الوطنية خلال فترة الصيف الماضي، وهو ما يضاف إلى فاتورة الاستيراد الوطنية من المنتجات المستوردة. من جهته وحسب تقرير الديوان الوطني للإحصائيات الصادر بداية الأسبوع الجاري تسير 73,65 بالمائة من السيارات بالبنزين مقابل 27,34 بالمائة فقط تسير بالمازوت. وتستعمل أغلبية السيارات السياحية 20,81 بالمائة البنزين كمصدر للطاقة و80,18 بالمائة تستعمل المازوت بينما تستهلك الشاحنات 44,94 بالمائة من المازوت. يذكر أن الأسابيع الماضية شهدت ندرة كبيرة في الوقود بالولاياتالغربية بعد تأخر وصول شحنات الوقود المستوردة من ايطاليا بسبب سوء الأحوال الجوية وهو ما شكل أزمة حقيقية في هذه المادة في مختلف محطات البنزين.