كشف مسؤول بمصلحة التكرير بمجمع سوناطراك أن الجزائر استوردت ما يقارب 240 ألف طن من المازوت و30 ألف طن من البنزين خلال السنة الجارية 2011 لتغطية الطلب المتزايد على الوقود في السوق، موضحا أن اللجوء إلى استيراد هذه الكمية من الوقود أمر مؤقت في انتظار إعادة تهيئة وتطوير المصافي الأربع عبر الوطن، وطمأنت مصالح سوناطراك المواطنين بتوفير الوقود في المحطات وتجنب أي انعكاس على المستهلك. وأوضح المصدر أن إقدام الجزائر على استيراد الوقود لا يعد أمرا مقلقا بل يعتبر عاديا كونه تمليه الحاجة، خاصة وأن الطلب في ارتفاع مستمر في الوقت الذي لا تضمن فيه حظيرة التكرير الوطنية سوى 7 ملايين طن من المازوت هذه المادة التي تضاعف إنتاجها ثلاث مرات مقارنة بالتسعينيات. موضحا أن حجم الاستهلاك الوطني من المازوت قفز من 3 ملايين طن من 2000 إلى 2010 ليقارب اليوم ال9 ملايين طن. وأوضح مسؤول بقسم التكرير بمجمع سوناطراك أن نسبة ما تم استيراده من الوقود لا تتعدى نسبة 2 بالمائة من الإنتاج الوطني مشيرا من جهة أخرى إلى أن الشركة التزمت ببرنامج إعادة تهيئة وتطوير مصانع التكرير المتواجدة عبر الوطن وهو البرنامج الذي سيسمح ليس فقط بالحفاظ على القدرات الإنتاجية الحالية وإنما برفع هذه القدرات بما يقارب 4 ملايين طن ما يعني ضمان 2 مليون طن من مادة المازوت وهي كمية إضافية ستخفف من الضغط على السوق إلى غاية 2018 بتغطيتها نسبة كبيرة من الطلب الوطني الذي استقر ارتفاعه في حدود 2 بالمائة. ومن المنتظر أن تتواصل أشغال إعادة تهيئة وتطوير قدرات المصافي الأربع لتنتهي في 2013 فيما طمأنت سوناطراك المواطنين بتوفير الطلب من الوقود. وكانت سوناطراك قد أطلقت مناقصة وطنية ودولية في جويلية الفارط لاستيراد 60 ألف طن من المازوت، بغية تأمين الاحتياجات الوطنية من هذه المادة، وكذا مواجهة النقص الذي تشهده السوق الوطنية حاليا بسبب تأخر إنجاز عدة مشاريع لإنتاج الوقود، على غرار مصنع تحويل المنتجات النفطية بتيارت. ويتعين على مجمع ''سوناطراك'' استيراد قرابة 100 ألف طن من المازوت سنويا لمواجهة نقص الإنتاج المحلي، بسبب تعطل إنجاز بعض مشاريع تحويل المنتجات النفطية في الآونة الأخيرة. وقد بلغت فاتورة استيراد الوقود قرابة 300 مليون دولار خلال العام الماضي، غير أن الرئيس المدير العام للمجمع نور الدين شرواطي راهن منذ توليه إدارة المجمع على تقليص الفاتورة وغلق باب الاستيراد مع نهاية العام ,2012 مع تشجيع الإنتاج الوطني خلال هذه الفترة. وتتوفر الجزائر التي تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المازوت ابتداء من ,2013 على خمس محطات لإنتاج الوقود في كل من العاصمة وسكيكدة وأرزيو وحاسي مسعود وأدرار. وينتظر أن ترتفع هذه الطاقة إلى قرابة 38 مليون طن بعد دخول محطة تيارت العمل بطاقة تكرير تصل إلى 15 مليون طن من المحروقات في السنة.