قررت شركة نفطال اللجوء إلى استيراد 25 ألف طن من زيوت السيارات والتشحيم لمواجهة الندرة التي تعرفها الأسواق، وكذا وضع حد للإحتكار الذي تمارسه شركة توتال الفرنسية على السوق. أعلنت الشركة الوطنية لتسويق وتوزيع المنتجات البترولية نفطال عن مناقصة وطنية ودولية للتزود ب 25 ألف طن من زيوت السيارات والتشحيم للقضاء على الندرة التي تعرفها الأسواق ومحطات التوزيع عبر الوطن خلال الأشهر الأخيرة. كما يهدف اللجوء إلى هذه المناقصة إلى كسر الإحتكار الذي تمارسه الشركة الفرنسية توتال على سوق زيوت السيارات بالجزائر، بشكل جعل البعض يوجه أصابع الإتهام إليها مباشرة في قضية الندرة الحاصلة منذ مدة طويلة. ويشار إلى أن حاجيات الزيوت الخاصة بمحركات السيارات تقدر ب 300 ألف طن سنويا، منها 40 بالمائة تستورد من الخارج، و60 بالمائة ينتج محليا من طرف سوناطراك عبر مصانع التكرير، وقد تضاعف مشكل الندرة عقب توقف مصانع التكرير للصيانة وتعليق سوناطراك تزويد نفطال بزيوت المحركات، مما أحدث اضطرابا كبيرا وعجزا على مستوى شبكة التوزيع الوطنية التابعة لشركة نفطال. كما أن سوناطراك أجلت مخططا استثماريا بقيمة 4 ملايير دولار كان مقررا سنة 2009، لإعادة تأهيل مصانع التكرير الثلاثة التي تتوفر عليها سوناطراك في كل من سكيكدة والعاصمة وأرزيو، وهو مشروع كان يفترض أن يسمح للجزائر رفع طاقتها التكريرية الحالية من 22 مليون طن سنويا إلى 27 مليون طن من مختلف المواد النفطية، من وقود وزيوت المكررة سنويا بداية من سنة 2012. وأدى هذا الوضع إلى التذبذب في توزيع ووفرة الزيوت عبر محطات الوقود خلال الأشهر الأخيرة، حيث أكد رئيس الفيدرالية الوطنية لأصحاب محطات البنزين، مصطفى بوجملال مؤخرا أن أزمة زيوت السيارات بدأت تأخذ منحى تصاعديا، بعد نفاد الكميات المخزنة من المادة لدى وحدات شركة نفطال ومحطات توزيع الوقود، وارتفاع الطلب عليها من أصحاب السيارات، الذين يصطفون على مدار يوم كامل بالعشرات أمامها من أجل الحصول على لتر واحد من المادة. وأضاف المتحدث أن إدارة شركة نفطال قدمت ضمانات لممثلي أصحاب محطات البنزين، من أجل الشروع في تموينهم بزيوت التشحيم فور استيراد كميات معتبرة من هذه المادة في الخارج، لكن كما يضيف أن الأزمة مازالت قائمة حتى على مستوى وحدات إنتاج المادة التابعة لنفطال، بعدما نفدت كل الكميات المخزنة. أما شركة نفطال فقد طمأنت مؤخرا عن قرب انتهاء أزمة زيوت السيارات بمحطات الوقود، معتبرة أن الضغط الحاصل والمولد للأزمة وطنيا سببه كثرة الطلب منذ الصيف.