أكدت كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون، أول أمس، ان العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر ''ممتازة''، منوهة ''بالإصلاحات الملموسة'' التي باشرتها الجزائر من أجل دعم الصرح الديمقراطي. جاء ذلك خلال ندوة صحفية نشطتها السيدة كلينتون بمعية وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي عقب المحادثات التي أجراها الجانبان بمقر كتابة الدولة الامريكية. ووجهت السيدة كلينتون ''شكرها للجزائر للمساعدة التي قدمتها لكل من تونس وليبيا'' كما أشادت ''بالمشاورات المنتظمة'' بين الولاياتالمتحدةوالجزائر حول المسائل الإقليمية وتلك التي تتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب. وذكرت بدور الجزائر كعضو مؤسس للمنتدى ضد الإرهاب الذي أطلق في سبتمبر بنويورك، إلى جانب إنشاء مجموعة الاتصال الجزائريةالأمريكية لمكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية والتي تسهل أكثر حسبها التعاون في منطقة الساحل. أما بخصوص الإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر فقد اعتبرتها ''ملموسة'' وأن الولاياتالمتحدة ''ترحب بها'' بما أنها تسهم في ''توسيع الحقل الديمقراطي". وأضافت في هذا السياق أن الولاياتالمتحدة ''تريد رؤية الجزائر تتمتع بديموقراطية صلبة تعكس تطلعات الشعب الجزائري''. كما نوهت بالزيادة المقررة في عدد النساء اللائي سيشاركن في الانتخابات التشريعية القادمة وبالدعوات التي وجهتها الحكومة الجزائرية للمراقبين الدوليين تحسبا لهذا الموعد الانتخابي وكذا بمشروع فتح المجال الإعلامي للقنوات التلفزيونية الخاصة. وبالنسبة للسيدة كلينتون، فان كافة الإصلاحات ''تتطابق تماما مع اهداف الديمقراطية الكبيرة التي التزمت بها الحكومة الجزائرية. وكانت السيدة كلينتون أشارت في تصريح أدلت به قبل الإجابة على اسئلة الصحافيين بخصوص الوضع في سوريا الذي تم التطرق إليه في محادثاتها مع السيد مدلسي، أن الجزائر تشارك في بعثة المراقبين للجامعة العربية في هذا البلد، مستنكرة العنف الذي ما زال متواصلا، مضيفة أن الولاياتالمتحدة ''ستواصل العمل مع الجزائر وكل الشركاء الآخرين للجامعة العربية لوضع حد للعنف في سوريا''. وحول ملف الصحراء الغربية أوضحت السيدة كلينتون أن الولاياتالمتحدة تواصل مساندة الجهود من أجل إيجاد ''حل سلمي ودائم ومقبول من الطرفين لحل هذا النزاع''، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة تدعم مسار المفاوضات (بين جبهة البوليزاريو والمغرب) برعاية الاممالمتحدة. ومن جانبه، نوه السيد مدلسي خلال الندوة الصحفية ''بنوعية المباحثات'' مع نظيرته الأمريكية لمعالجة المسائل الصعبة التي تمس منطقة الشرق الاوسط. وأكد السيد مدلسي أيضا أن الجزائر لن تدخر أي جهد من أجل المساعدة على تحسين الوضع في المغرب العربي ودول الساحل، مضيفا أن ''مساندة شركائنا وخاصة الولاياتالمتحدة تبقى ضرورية'' . ولدى تطرقه إلى الأزمة في سوريا، أشار السيد مدلسي إلى أن الولاياتالمتحدةوالجزائر تنددان بالعنف، مشيرا إلى حاجة بعثة المراقبين لجامعة الدول العربية لدعم شركائها الدوليين. وأضاف في هذا الصدد ''أود بهذه المناسبة حث جميع الأطراف في سوريا سواء الحكومة أو المعارضة للعمل مع الجامعة العربية من أجل مساعدة هذه البعثة لتقوم بمهمتها المعقدة والضرورية في آن واحد''. وأعرب رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن أمله في استمرار العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر ''في إطار تفاهم أكبر ومن خلال مشاورات مستمرة'' في إطار ''تعاون أقوى ومكثف، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تتطور إيجابيا وأن زيارته سمحت ب''تحديد آفاق جديدة'' للعلاقات الثنائية. وقال السيد مدلسي في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية أن ''بداية السنة هذه تعتبر فرصة سانحة لتحديد الآفاق التي تخص العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر وكذا المشاورات بين البلدين حول بؤر التوتر في المنطقة التي يتعين علينا تناولها بنظرة مسؤولة مثلما هو الحال بالنسبة لسوريا التي يجب تخصيصها بعمل مسؤول''. أما على الصعيد العسكري فقد سجل ''ارتياح البلدين'' بشأن تنفيذ برامج التكوين التي سطرت بين البلدين. وفيما يخص محاربة الإرهاب سجل السيد مدلسي الانشغالات إزاء الوضع في منطقة الساحل وذلك قبل وبعد الأحداث في ليبيا، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجزائر تنسق عملها ضمن بلدان الميدان (الجزائر-مالي-موريتانيا-النيجر) من أجل ''تنسيق جهود محاربة الإرهاب''، حيث سجلت بعض النتائج المرضية. وعن سؤال حول مسألة الصحراء الغربية، أوضح الوزير أن هذا الملف تم التطرق إليه مع السيدة كلينتون على مستويين، إذ يتعلق الأول ب''العلاقات مع البلد الشقيق المغرب، حيث اطلعت السيدة كلينتون على التطورات المسجلة منذ عدة أشهر في العلاقات بين الجزائر والمغرب''. وذكر بهذا الشأن بالزيارات الوزارية والاتفاقات المبرمة بين وزراء من البلدين مثل وزراء الطاقة والفلاحة والموارد المائية والتربية والشباب والرياضة. وأكد في هذا السياق يقول ''علينا مواصلة هذا الجهد مع الأشقاء المغربيين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وكذا من أجل إعطاء دفع لبناء الصرح المغاربي الذي نأمل في تجسيده''. ومع ذلك -أضاف يقول- ''في المنطقة المغاربية لا ينبغي علينا أن ننسى أشقاءنا في الصحراء الغربية التي تعالج مسألتها على مستوى الأممالمتحدة وأنها ستظل تعالج كذلك بين البلدين المعنيين مباشرة''. كلينتون تزور الجزائر شهر فيفري ومن جهة أخرى، أعلن السيد مدلسي أن كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون ستقوم بزيارة للجزائر خلال شهر فيفري المقبل، مضيفا في هذا الإطار أن ''السيدة كلينتون عبرت منذ شهور عن عزمها القيام بزيارة لبلدنا تلبية لدعوة من الجزائر ونحن سعداء باستقبالها''. وخلال زيارته لواشنطن التي يقوم بها كذلك بصفة رئيس مجموع ال77 اجرى السيد مدلسي محادثات مع كاتب الدولة الأمريكي المساعد لشؤون الشرق الأوسط السيد جيفري فيلتمان الذي تناول معه المسائل الإقليمية لاسيما الوضع في سوريا-.