رفض السيد عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية "فتح" ومسؤول العلاقات الخارجية فيها حصر دور الجزائر في مجرد القيام بوساطة ومساعي صلح بين فصيلين فلسطينيين في تلميح الى الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في دعم القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني· وقال الافرنجي في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر السفارة الفلسطينية بالجزائر ردا على ما تردد في الفترة الأخيرة بوجود مساع جزائرية لإصلاح ذات البين بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح ان الفلسطينيين يريدون ان يظل دور الجزائر كما عهدوه دائما من خلال "رعاية القضية الفلسطينية ومساعدتها في المحافل الدولية"· ولكنه شدد بالمقابل التاكيد على أن ذلك لا يعني أبدا رفض السلطة الفلسطينية لدور جزائري لانهاء الأزمة الداخلية بين فرقاء الازمة الفلسطينية· وكان عبد الله الإفرنجي حل أول امس بالجزائر على رأس وفد من حركة فتح بدعوة من جبهة التحرير الوطني في إطار سعي الحركة إلى تفعيل مؤسساتها وإعادة الحياة التنظيمية إليها من خلال التركيز على العلاقات الخارجية لاسيما مع البلدان العربية· والتقى الوفد بعدد من المسؤولين السياسيين في مقدمتهم رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم وقادة الأحزاب السياسية على غرار حزب العمال وحركة النهضة والتجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الوطنية الجزائرية· كما التقى المسؤول الحزبي الفلسطيني الامناء العامين في مختلف المنظمات الوطنية وعلى رأسها الامين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو· وهي اللقاءات التي قال بشأنها مسؤول حركة فتح أنها تشكل درسا بالنسبة للحركة بخصوص أهمية العلاقات مع الوطن العربي والتي أقر الإفرنجي بأن فتح قد أهملتها وهي الآن بصدد اصلاح هذا الخطأ الذي ارتكبته من خلال التركيز على تكثيف اللقاءات مع مختلف الهيئات والمنظمات والأحزاب العربية· وفي سياق حديثه عن تفعيل مؤسسات الحركة والتحضير لعقد مؤتمرها السادس نفى عبد الله الإفرنجي أن تكون حركته قد طلبت من الجزائر استضافة مؤتمرها الوطني السادس وأن السلطات الجزائرية قد اعتذرت عن ذلك· وقال إن موضوع عقد المؤتمر بالجزائر لم يطرح أبدا على السلطات الجزائرية التي لم يسبق لها وأن رفضت احتضان أي مؤتمر أو نشاط على علاقة بنصرة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني· وهو الأمر الذي أكده الإفرنجي مستدلا في ذلك بكون الجزائر كانت أول من اعترف بقيام الدولة الفلسطينية وأن إعلان الاستقلال تم من الجزائر عام 1988 وقرأ من الجزائر التي احتضنت مؤتمر الحركة في تلك الفترة·ولكن ضيف الجزائر الذي أعرب عن استغرابه لنشر بعض الصحف الوطنية لهذا الخبر أكد أن عقد المؤتمر السادس للحركة سيكون في أرض قريبة من الأراضي الفلسطينية لاعتبارات تنظيمية· ورفض الإفرنجي من جهة أخرى أن تكون زيارته إلى الجزائر جاءت كرد على زيارة ممثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في لبنان أسامة حمدان الأسبوع الماضي بدعوة من حركة مجتمع السلم وقال إن زيارة وفد حركة فتح كان مبرمجا قبل ثلاثة أسابيع من زيارة وفد حركة حماس· وكانت الندوة مناسبة لتجديد حركة "فتح" رفضها لأسلوب القوة الذي لجأت إليه حركة حماس منتصف جوان الماضي لفرض سيطرتها الأمنية على قطاع غزة ودعا إلى ضرورة إعادة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية· وقال بضرورة التراجع عن الانقلاب الذي قامت به حماس حتى نتمكن من العودة الى نقطة البداية وهو ما يؤكد أن حركة فتح مازالت متمسكة بموقفها الرافض لأي حوار مع حركة "حماس" مالم تتراجع عن انقلابها في قطاع غزة·وفي رده على سؤال حول جدوى إجراء مفاوضات سلام مع حكومة الاحتلال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين أكد الافرنجي ان السلطة الفلسطينية لا يمكنها مقاطعة المفاوضات في ظل غياب أي بديل عنها· للإشارة أن وفد حركة "فتح" استغل تواجده بالجزائر للقيام بزيارة الى مقام الشهيد ومتحف المجاهد كمدخل مهم من اجل استرجاع الأمل في انه سيأتي اليوم الذي تنتصر فيه الثورة الفلسطينية مثلما انتصر الجزائريون على الاستعمار الفرنسي الذي عمر في الجزائر مدة 132 سنة·