تميز اليوم الثاني من أشغال الملتقى الدولي الحادي عشر لتاريخ تلمسان الأدبي بتناول محور النثر الأدبي في تلمسان وذلك من خلال محاضرات عديدة تناولت هذا الموضوع بالبحث والدراسة وقد تركز الكثير منها على إنتاج وشخصية صاحب ''نفح الطيب'' المقري. تلمسان مثلما استضافت العلماء من أبنائها ومن الجزائر من خلال جامعاتها، كذلك استضافت لهذا الملتقى علماء تعرفوا على تلمسان من خلال آثارها الأدبية والتاريخية وتعرفوا على علمائها المبرزين والذين سطروا بمعارفهم وأفكارهم وإنتاجهم الأدبي والديني والثقافي ككل أروع المؤلفات التي ما تزال تتصدر الأدب العربي وتحتل مكانة مرموقة في تاريخ الأدب العربي مما تركه علماء تلمسان سواء في ''نفح الطيب'' للمقري أو ''البستان'' لابن مريم أو غيرهما من الشعراء والأدباء الذين أنجبتهم تلمسان أو أولئك الذين استهوتهم هذه المدينة الجميلة فاتخذوها دارا لمقامهم أو موطنا لطلب علمهم في مدارسها ومساجدها. تناول محمد منصوري من جامعة باتنة موضوع ''الرسائل الأدبية في نفح الطيب للمقري''، حيث لاحظ أن النصوص التي جاءت في نفح الطيب يتغلب عليها السجع وليس فيها إغراب وخروج عن المألوف، وأن الرسائل الأدبية نشأت في بيئة ثقافية متمدنة. أما الأستاذ فهد السالم الراشد من الكويت فتناول ''المدارس النحوية في أقطار المغرب العربي'' على غرار تلك الموجودة في المشرق كالبصرة والكوفة وبغداد، ففي المغرب رأى الأستاذ فهد السالم أربع مدارس في الغرب الإسلامي، القيروان، تلمسان، فاس والأندلس، وهناك اختلافات بين نحاة المشرق العربي والمغرب في الآراء والاستعمالات وأعطى أمثلة على ذلك خصوصا في اللهجات، مثل غدوة، تو، متربص، بزاف، والتي هي من الكلام الجزاف الذي ليس له معنى. وتطرق الأستاذ علي خذري من جامعة باتنة في مداخلته ل''فن التراجم الأدبية في كتاب ''نفح الطيب'' للمقري'' وأوعزها إلى أمرين وهما تراجم ذاتية تعبر عن شخصية المترجم ذاته وتراجم غيرية وهي من يكتب أو يتحدث عن سيرة غيره. لتتوقف الأستاذة آيت محند نورية عند ''الشعر النسوي بمنطقة بني سنوس، دلالات ورموز أغنية الصف للأعراس نموذجا''، وعرضت صورا عن رقصة الصف في منطقة بني سنوس من حيث العادات والتقاليد والأغاني التي تستقبل بها العروس أو تزف إلى بيت زوجها. من جهته؛ استعرض الأستاذ عبد القادر شرشار من جامعة وهران كتاب ''الرحلة إلى المغرب والمشرق لأبي العباس المقري''، واعتبره كتابا مفقودا، وأن الكتاب طرح جملة من التساؤلات الفكرية، وحقق الكتاب الأستاذ محمد بن معمر، وهذه النسخة المحققة كانت بحوزة الشيخ العماني ثم انتقلت لفرنسا لتعود ثانية للجزائر، وأضاف الدكتور شرشار أن الكتاب يحتوي على معلومات هامة عن المقري في المغرب والحجاز وتلمسان واليمن. وقدم الأستاذ عبد الواحد عبد السلام شعيب من ليبيا في مداخلته موضوع ''مرجعية المصادر الأدبية التلمسانية في تاريخ الحضارة الإسلامية''، كما تناولت الجلسة العلمية المسائية ''المخزون الأدبي بتلمسان في العهد الزياني''، حيث تناولت الاستاذة نزهة بنسعدون (المكتبة الوطنية - الرباط) في مداخلتها ''التواصل الأدبي بين حاضرة تلمسان ومراكش وفاس من خلال روضة الآنس للمقري'' ليتطرق الأستاذ اسماعيل زردومي لموضوع ''خطاب الأدب والسياسة من خلال كتاب''واسطة السلوك في سياسة الملوك'' للسلطان الزياني أبي حمو موسى''. كما تناولت مداخلات أمس محور ''الشعر في تلمسان'' ألقاها أساتذة مختصون، كما أسدل الستار على هذا الملتقى الدولي الذي استمر من 15 إلى 17 جانفي الجاري بقصر الثقافة بمدينة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية-.