ناقش أمس مشاركون في الملتقى الدولي حول ” تاريخ تلمسان الأدبي” بتلمسان والذي يندرج ضمن تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” عدة محاضرات تصبّ حول أنواع النثر منها “مرجعية المصادر الأدبية التلمسانية في تاريخ الحضارة الإسلامية” و”فن الرسائل الأدبية وكتاب نفح الطيب للمقري” و”فن التراجم”. وكان محاضرون قد فتحول النقاش موسعا حول شخصية الشاعر محمد بن الخميس التلمساني الذي عدوه من كبار فحول الشعر بحواضر المغرب العربي والأندلس خلال القرون الوسطى أو ما يطلق عليها فترة “العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية”. وفي هذا الصدد أوضح الأستاذ الطاهر توات من جامعة الجزائر في محاضرته أن الشاعر ابن خميس التلمساني (625-708ه) الذي أنجبته عاصمة الزيانيين هو متعدد المواهب وكثير الأغراض الإبداعية في الشعر الفصيح مما جعله أن يكون نموذجا حيا للشّعراء المغاربيين والأندلسيين. أما الأستاذة ليلى حرمية من المعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة بتونس فقد تطرّقت إلى مختلف الأغراض التي تميز بها هذا الشاعر مؤكدة أنه كان “ملما بالأدب واللغة وأصول الفقه والمذاهب والحكمة والمنطق والطب”. كما تناول الأستاذ أحمد طايعي من جامعة الراشدية (المغرب) من خلال محاضرته بعنوان “أشكال التفاعل الأدبي في أشعار ابن خميس التلمساني” إلى خصوصيات هذا الشاعر الذي اشتهر بقصائده التي تحتوي على دعابة ونزعة دينية صوفية. وسرد المحاضر بعض الشهادات المأثورة التي قيلت عن ابن خميس من طرف كبار المفكرين منهم لسان الدين بن الخطيب. ومن جهته سلط الدكتور عبد الجليل مرتاض من جامعة تلمسان الضوء على العوامل الثقافية والحضارية التي كانت تتميز بها تلمسان والمجالات العلمية والأدبية التي كانت تتيحها أمام الشعراء والكتاب والفنانين ليجودوا بإبداعات فنية جميلة. و للإشارة فإن أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى المنظم طيلة ثلاثة أيام من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالتنسيق مع جامعة تلمسان قد خصصت لمحور “الشعر وأغراضه” مع اتخاذ ابن خميس نموذجا على أن تتواصل الأشغال بالمحور الثاني الخاص بالنثر وأنواعه.