افتتح، أول أمس، الملتقى الدولي ''تاريخ تلمسان الأدبي''، المندرج في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، بقصر الثقافة بإمامة بتلمسان. استهل جلسة الملتقى الأستاذ مصطفى طوبي من جامعة ابن زهر، بمنطقة أغادير جنوب المغرب، بمحاضرة حملت عنوان ''مخطوطات الأدب التلمساني في الخزائن المغربية''، أبرز من خلالها صعوبة التنقيب في كتب التراث، وقال إن الأمر ''يتطلب معرفة بتاريخ النصوص ونقدها، وهي علوم لابد أن يطلع عليها، ويتمكن منها المحقق في كتب التراث''. وأضاف مصطفى طوبي أن الإشعاع التاريخي الذي رفع تلمسان إلى مقام المدن العربية الكبرى والحواضر الراسخة في سجل الحضارة الإسلامية، جعل مخطوطاتها ودفاترها حاضرة في خزائن العالم الإسلامي، ومن ذلك المخطوطات الأدبية القيّمة الموجودة في الخزائن المغربية، ذاكرا على سبيل المثال ''القصيدة العقيقية'' لأبي عثمان سعيد بن عبد الله التلمساني التي توجد منها نسخة بالخزانة الوطنية بالرباط، و''سكردان السلطان'' لأحمد بن يحيى بن أبي حجلة التلمساني بالخزانة الحسينية. وتنقل المحاضر بالتوثيق في سلسلة من الخزائن المغربية، بمدن مراكش وفاس والرباط، في جولة سلّط فيها الضوء على كنوز من الأدب التلمساني التي حفظت على شكل مخطوطات في الخزائن المغربية. ويشارك في الملتقى، الذي تختتم فعالياته اليوم، أساتذة من عشر دول شقيقة وأجنبية، يناقشون ويتدخلون في المحاور الأربعة التي حدّدتها اللجنة العلمية، وهي: ''الشعر'' كمحور أول، ثم ''النثر في تلمسان''، ''اللغة والبلاغة والنقد'' على أساس أن أدباء تلمسان ومثقفيها أسسوا في القرن العاشر الهجري مدرسة أدبية في النقد. أما آخر محور فيتعلق ب''الأدب الشعبي في تلمسان'' التي تزخر بعدد كبير من أعلام الأدب الشعبي، مثل ابن خميس، وأبناء الامام، والمرازقة، والمقريين، والعقبانيين، والشيخ السنوسي، وسيدي بومدين، ويحيى بن خلدون، والمجاوي، إلى جانب ابن أبي حجلة، والشريف العلوي، وابن مخلوف، وابن مريم وغيرهم، إذ سيحاول المتدخلون، في خمسين محاضرة، تسليط الضوء على التاريخ المُشرق للأدب في تلمسان.