اقتحم عالم الفن بعد حصوله على الجائزة الثانية في حصة ألحان وشباب سنة 1984 بأدائه لأغنية "بحلم بيك" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وسجل بعدها ألبومه الأول الذي حمل عنوان بحار ثم واصل إنتاجه الفني في الطابع الشرقي بسبب تأثره العميق به، وتحول مؤخرا إلى مقدم برنامج "أغاني زمان" إنه المطرب فؤاد ومان الذي تحدث إلينا في أمور مختلفة نقلناها لكم في هذا الحوار· - المساء: فؤاد ومان اختار الشرقي كطابع لمسيرته الفنية، أترى أنه مناسب في مجتمع جزائري يزخر بأغنى الطبوع وأجملها؟ *فؤاد ومان: لا يخفى عليك أننا نحن أبناء الشرق الجزائري تأثرنا بالمدرسة الشرقية، وهذا التأثر أفادني شخصيا في إحداث تزاوج بين الأغنية الجزائرية والأغنية الشرقية، حيث منحت أغاني الروح الشرقية لكن هذا لاينفي كون الجزائر تزخر بأغنى الطبوع وأجملها، ولنا عمالقة في ميدان الفن·· ورغم تعلقي الشديد بالفن الشرقي إلا أني أميل للتراث الجزائري الأصيل، هذا الكنز الثمين الذي يعد مفخرة كل فنان· - بدايتك كانت بأغاني عبد الحليم حافظ حتى أن هناك من يشبهك به (شكلا) فهل ترى أن هناك قواسم مشتركة بينك وبين العندليب؟ * صحيح أن هناك الكثير ممن يشبهني به، وإن كانت أمي ترى أني أجمل منه (يضحك)، لكن بعيدا عن الشكل والمظهر· جوهريا أفادتني مسيرته الفنية كثيرا، حيث تعلمت منه الجدية والصرامة، والالتزام·· وجدية التعامل مع اللحن والكلمة والصدق والتواضع·· وكلها صفات عالية وضرورية لكسب حب الجمهور واحترامة وبالتالي النجاح، وأكيد كانت هي سبب نجوميته وتألقه حتى بعد سنوات من رحيله، وللأسف لم يسعفني الحظ لرؤيته ومقابلته في حياته، لكني مع هذا زرت بيته، وقبره، وترحمت عليه· - بما أن لديك ميلا شديدا للأغنية الشرقية، وولعا كبيرا بعمالقة هذا الفن، ألم تراودك فكرة السفر إلى مصر لتجرب حظك هناك؟ * الحقيقة، سافرت إلى مصر وشاركت هناك بعدة حفلات ومهرجانات، وكان لي شرف افتكاك الجائزة الثالثة في مهرجان القاهرة الدولي، لكن أن أبقى هناك لأصنع مستقبلا فنيا بعيدا عن بلدي، فهذا أمر لم يروادني حتى في أصعب الأوقات في سنوات المحنة التي مربها الوطن، والفنان على وجه الخصوص· - المعروف عن فؤاد ومان أنه ملحن وكاتب أغانيه ألم تحاول الاعتماد على ملحنين وكتاب كلمات، وهذا من بابا التجديد وإعطاء نفس آخر لأغانيك؟ * حاولت في بداية مشواري الفني لكني لم أجد صدى، لا الحياة لمن تنادي! لذا قررت الاعتماد على نفسي في انتقاء الكملة النظيفة واللحن المميز الذي يرضيني ويرضي جمهوري· -لدرب الفن مفاتيح من كسبها شق طريقه بنجاح، فهل لنا معرفة أهم هذه المفاتيح؟ * أهم مفاتيح الفن هذه أولا تعلم الموسيقى والتعامل معها كعلم مثل باقي العلوم، فأنا صحيح لم أدرس الموسيقى لكني سعيت لكسب مفاتيحها، ودرست الصولفاج واحتككت بأساتذة كبار أفادوني كثيرا، وللعلم من يكسب مفاتيح الموسيقى تسهل عليه مواصلة الدرب بخطى وثقة، والدليل أني تعلمت العزف على عدة آلات أهمها العود وهذا دون مساعدة· - تحولت مؤخرا من فنان إلى منشط لحصة "أغاني زمان" الحصة مستهلكة لكن بما أنك مقدمها·· أكيد أن هناك لمسة فنية أضفتها··؟ * بالفعل الحصة تواجدت من قبل لكنها كانت تتناول مجموعة من الفنانين في حصة واحدة، لكني أحاول أن أسلط الضوء على مسيرة فنان في حصة واحدة، مسيرة عملاق من عمالقة الفن الجزائري، وأعزف له مقطوعة وهذا طبعا ما لايستطيع الإعلامي فعله، فبحكم أني مطرب أستطيتع نقل إحساس ذلك العملاق وأتفاعل مع كل ما أقدمه· - هل تظن أنك نجحت في تقديم هذه الحصة؟ * أعتقد أني نجحت فعلا، والدليل هو أني عندما سافرت إلى فرنسا لإحياء حفل في مارسيليا (08 مارس) فوجئت بالتفاف كبير حولي··· فالكل بات يعرفني من خلال هذه الحصة فاشتهرت كمقدم أكثر مما اشتهرت كمطرب· - أمر كهذا ألا يحفزك للتقديم التلفزيوني واعتزال الفن؟ * لا أبدا فأنا سأبقى في الساحة، الفن يسكن دمي ولا مانع لدي طبعا من تقديم برامج فنية ذات مستوى وقيمة مثل ما أقدمه حاليا، برامج ترفع من شأن الفن والفنان الجزائري، فمن باب رد الاعتبار لهؤلاء العمالقة، أقدم هذه الحصة التي أشعر وأنا أقدمها بأني أؤدي واجبا وطنيا أعتز به أيما اعتزاز··· - بما أنك عاشق فن، وعازم على مواصلة الدرب، فهل من مشاريع مستقبلية؟ * لدي مشروع إعادة بعض الأغاني التراثية الصحراوية القابلة للتطوير تماشيا وروح العصرنة، وأنا متأكد أنها ستجد صدى بين أوساط كل الفئات، وحتى الجيل الجديد الذي لابد أن يطلع على غزارة تراثه الفني، ويتشبث بجذوره وبأصالته·· - كملة ختامية! * أنا فنان من بين فنانين جزائريين كثيرين لم نحاول التحليق خارج السرب حتى في الظرف الصعب ·· وحتى وإن ظلمنا وهمشنا سنبقى فخورين بانتمائنا للجزائر هذا البلدي الأبي الحر وشكرا·