اعتبر نائب رئيس مجلس الأمة والمجاهد والمؤرخ عبد الرزاق بوحارة أن الثورة الجزائرية أكبر من ثورات الربيع التي شهدتها بعض البلدان العربية خلال السنة الفارطة، مؤكدا الثورة الجزائرية وكذا الفيتنامية والكوبية من أكبر ثورات القرن التاسع عشر والتي امتدت إلى القرن العشرين. وحسب نائب رئيس مجلس الأمة الذي قدم مداخلة خلال فعاليات الطبعة الرابعة لملتقى ديدوش مراد الذي احتضنته أمس بلدية ديدوش مراد في إطار انطلاق الاحتفاليات بخمسينية الاستقلال، فإن التحرير لا يزال قائما ولم ينته بخروج الجيش الاستعماري، ملحا على ضرورة مواصل رسالة الشهداء من خلال التحرير الثقافي، الاقتصادي وكذا التحرير من الجوع والفقر. وفضل عبد الرزاق بوحارة عدم الخوض في التاريخ على الطريقة الكلاسيكية، حيث اختار الحديث كواحد من أبناء المدرسة الكشفية الجزائرية، معتبرا أن مدرسة الجهاد وجيش وحزب التحرير الوطنيين أكبر مدرسة، ليضيف أن تاريخ 18 جانفي هو ذكرى لأحد عظماء التاريخ المعاصر لهذا البلد ألا وهو الشهيد البطل ديدوش مراد، هذا الشاب الصغير الذي تولى مسؤولية القيادة في المنظمة العسكرية وهو يافعا واستطاع رفقة حوالي 1000 من الغيورين على هذا الوطن تغيير التاريخ وكتابة فجر جديد للجزائر. وحسب السيد بوحارة فإن الثورة التحريرية فرضت على فرنسا تغيير أسلوبها في التعامل مع الأحداث، حيث انطلق المستعمر بفكرة تنظيم عمليات إعادة التحكم في النظام ليجد نفسه أمام حرب جعلته يضاعف عدد قواته من 80 إلى 400 ألف ويعزز قدراته العسكرية ويجهزهم بأحدث الأسلحة، لكن كل هذا لم يقف حائلا أمام الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حيث انتقل عدد العمليات المنفذة خلال السنة الأولى من الثورة من 400 إلى 2600 عملية خلال السنة الثانية من الثورة بقيادة جيش وحزب التحرير الوطني الذي لم يكن وقتها حسب بوحارة حزبا سياسيا بل كان فضاء لجمع قوات الشعب الجزائري لتحرير الوطن فكان العقد المتين بين الشعب والمجاهدين لتغيير الواقع المعاش. وعرج بوحارة في حديثه عن الشهيد البطل ديدوش مراد الذي كان يوصف بالكاربيراتور لدى زملائه وأصدقائه نظر لاستعماله الدائم للكلمة الفرنسية كاربيري من شدة حماسه وحرارته على الثورة، معتبرا أن القدر شاء لابن قرية أزفون بالمدية أن يستشهد بواد كركر بقسنطينة على عكس بن عبد المالك رمضان ابن قسنطينة الذي استشهد بقرية سيدي علي بمستغانم. وحسب المجاهد بوحارة فإن الجزائر التي خاضت ثورة عظيمة هي اليوم في مواجهة استعمار جديد خاصة في ظل ما يقع بالدول العربية والتدخل الأجنبي الذي قال إنه مرفوض مؤكدا أنه ورغم عدم رضاه على الطريقة التي تسير بها بعض الأنظمة العربية شعوبها إلا أن ذلك ليس مبررا للتدخل في شؤون هذه الدول، معتبرا أن ما يجري هو خطة لرسم خارطة جديدة تحت عنوان الشرق الأوسط الكبير الذي يمتد من المغرب إلى الخليج لفرض نمط معين وفق المصالح التي تخدم هذه الدول وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي غيرت مخابرها العديد من المفاهيم بحذف عبارات الاستعمار، الإمبريالية والاستغلال وعوضتها بمفاهيم جديدة على غرار نظام اقتصاد السوق والعولمة التي تبدو للوهلة الأولى فيها فائدة لكنها لا تخدم إلا مصالح الدول التي أنتجتها.