أكد المدير الفني الوطني لكرة اليد كرد الواد فيلالي، أن المنتخب الوطني بفئتيه رجال وسيدات قدم أداء مميزا في الدورة الإفريقية التي اختتمت فعالياتها يوم السبت الفارط بالمغرب، مشيدا بالإنجاز التاريخي الذي حققته التشكيلة النسوية ببلوغها مونديال صربيا بالإضافة إلى مجموعة الذكور التي وصلت بإمتياز إلى الدور النهائي بعد أن غابت عنه لمدة عشر سنوات الذي ضمن لها مقعدا في مونديال برشلونة.وذكر محدثنا في هذا الحوار، أن زملاء رياض شهبور يطالبون بالإبقاء على المدرب صالح بوشكريو مدربا للفريق، لا سيما وأن فرصة التأهل إلى أولمبياد لندن مازالت قائمة في الدورة الاستدراكية المرتقبة بالدانمارك ما بين 6 و8 أفريل المقبل. - ما هو تقييمكم الأولي لمستوى البطولة الإفريقية ؟ * البطولة كانت مقبولة سواء من حيث مستوى المنافسة أو التنظيم، لكن كان بإمكانها أن ترتقي إلى مستوى طيب لولا عوامل الكواليس التي تجلت في البرمجة الكارثية للمنافسة، حيث أصدرت الكنفدرالية الإفريقية قرارا غريبا يتمثل في تغيير مباريات الدور نصف النهائي، وذلك حتى يتجنب المنتخب التونسي مواجهة الجزائر أو مصر في ذلك الدور الذي عرف مواجهات مكررة عن الدور الأول وهي سابقة أولى في تاريخ المسابقات الدولية، حيث وجد السباعي الجزائر نفسه في مباراة نهائية بعد يوم فقط من مباراته أمام مصر، في الوقت الذي لعب المنتخب التونسي مباراة سهلة أمام المغرب، ليجد نفسه أكثر جاهزية من الناحية البدنية. - نفهم من كلامكم أن المنتخب الوطني ذهب ضحية أخطاء الهيئة الإفريقية ؟ * بطبيعة الحال، لأننا لعبنا مع منتخب وصل إلى المباراة النهائية بأقل مجهود وحتى يمكننا أن نقول إنها كانت أول مقابلة له، عكس التشكيلة الوطنية التي بذلت قصارى جهدها أمام الكامرون في الجولة الرابعة من الدور التمهيدي وأنغولا لحساب الدور ربع النهائي ومصر برسم الدور نصف النهائي. وعلاوة على ذلك، لم يستفد المنتخب الوطني من يوم راحة بعد الدور نصف النهائي، لا سيما وأنه يضم في تعداده عناصر شابة من بينهم ثلاثة لاعبين ارتقوا هذا العام فقط إلى صنف الأكابر وهؤلاء شاركوا في أول تجربة لهم في البطولة الإفريقية. - بالنظر إلى الروح القتالية التي أظهرها اللاعبون في مباراة النهائي، فإن خسارة ''الخضر'' لم تكن مخجلة ؟ * فعلا لم تكن الهزيمة التي مني بها الفريق الوطني مخجلة بتاتا، حيث قاوم التشكيلة التونسية حتى الثانية الأخيرة وظهر ذلك في الشوط الثاني عندما استعاد ''الخضر'' زمام المبادرة وقدموا كل ما لديهم بغية العودة في النتيجة لكنهم اصطدموا بخبرة التونسيين الذين تمكنوا من امتصاص الحماس الجزائري وكسبوا اللقاء المغاربي برصيد (23 -20) رغم أن هذا الشوط الثاني انتهى جزائريا (13-10). - ألا تعتقدون أن افتقار السباعي الجزائري لخدمات سلاحجي وبرياح ومقراني وحجايجي كان له أثر سلبي ؟ * فعلا، افتقاد تشكيلة المدرب صالح بوشكريو لأبرز العناصر في صورة الحارس سلاحجي وزملائه برياح ومقراني وحجايجي وأيضا حماد الذي رفض ناديه الفرنسي تسريحه، كان له أثر سلبي لأن مثل هاته المواجهات الخبرة هي التي تحسم النتيجة وهذا ما تفطن له المنتخب التونسي الذي لعب بكامل عناصره المتشبعة بالخبرة. - وماذا عن الفريق النسوي ؟ * النتائج التي جسدتها التشكيلة النسوية كانت باهرة، حيث تمكنت عن كل جدارة واستحقاق من تحقيق الحلم الكبير المتمثل في بلوغ المربع الذهبي الذي كان الهدف المسطر قبل الذهاب إلى ''الكان''، الذي ضمن لها مقعدا في مونديال صربيا المقرر في مطلع العام المقبل... وبهاته النتيجة تثبت زميلات نسيمة دوب أحقية تتويجهن في دورة الألعاب العربية بالميدالية الذهبية. وبعد احتلالها المركز الرابع في الدورة القارية وراء أنغولا وتونس والكونغو الديمقراطية على التوالي، فإن التحضيرات القادمة ستنصب على المونديال القادم الذي لم تتأهل إليه الجزائر منذ أزيد من 15 عاما، وأيضا بطولة أمم إفريقيا التي ستقام عام 2014 بالجزائر. - في التتويجات الفردية، اختارت الهيئة القارية ثلاثة أسماء جزائرية كأحسن لاعبين في مناصبهم، ماذا تقولون في هذا الشأن ؟ * بفضل الأداء المميز والتحضير النوعي الذي استفاد منه الفريق الوطني رجال وسيدات على حد سواء، صعدت الجزائر ثلاث مرات على منصة التتويجات الفردية وكان ذلك بفضل لاعب المجمع الرياضي النفطي رياض شهبور الذي اختير كأحسن جناح أيسر، إلى جانب ساسي بولطيف الناشط في فريق ايستر الفرنسي الذي اعتبر أحسن ظهير أيسر في الدورة. أما التتويج الثالث فكان من نصيب اللاعبة المحترفة في نادي بزونسون الفرنسي نبيلة تيزي التي عينتها الكنفدرالية الإفريقية كأحسن ظهير أيمن عند السيدات. - وبعد هاته النتائج المشرفة، هل الطواقم الفنية ستعرف الاستقرار ؟ * الهيئة الفدرالية تطالب بالاستقرار ولكن هذا وارد عند الطاقم الفني للإناث الذي يترأسه المدرب مراد آيت وعراب، حيث أبدى هذا الأخير استعداده لمواصلة المهمة، في حين يبقى الأمر مبهما بالنسبة للناخب الوطني صالح بوشكريو الذي جدد تمسكه بقرار الاستقالة عند مباراة تونس عندما قال: ''مباراة تونس هي آخر مباراة لي مع المنتخب الجزائري لأنني منذ عام تقريبا وأنا أفكر في الاستقالة، فمهمة المدرب ليست سهلة لقد تعبت كثيرا وأنا بحاجة إلى الراحة". - أسلفتم، أن اللاعبين يطالبون بوشكريو بالبقاء ؟ * بعدما حقق السباعي الجزائري فوزا تاريخيا على المنتخب المصري في موقعة مثيرة في الدور نصف النهائي، أبدى اللاعبون مساندتهم للمدرب صالح بوشكريو وطلبوا منه البقاء على رأس العارضة الفنية لكن الناخب الوطني أكد أنه لن يبقى مدربا بدعوى الضغوط التي يتلقاها دون أن يتحدث عنها بصورة دقيقة، إلا أن الواضح أن مصدر الضغوط يتمثل في المعارضة وكذا الأجواء السلبية التي ارتبطت بحركة الإضراب التي شنتها ثلاثة أندية بسبب الصيغة المقترحة المعتمدة في البطولة الوطنية للقسم الأول. - وماذا عن الاتحادية ؟ * الاتحادية تعمل جاهدة لإبقاء بوشكريو مدربا ل''الخضر'' نظرا للتطور الكبير الذي شهده الفريق الوطني، حيث بلغ مستوى من النضج يسمح له بالذهاب بعيدا في المنافسات الكبيرة، ملفتا النظر إلى أن التنافس كان على أشده في منتخب الأواسط لكسب مناصب في الفريق الأول. وفي حال تراجع بوشكريو عن موقفه بمغادرة العارضة الفنية، تتعهد الاتحادية بتوفير العمل في ظروف سليمة بعيدا عن الضغوط، لا سيما وأن الوزير الهاشمي جيار - عند استقباله لأبطال الجزائر - وعد أيضا بتقديم كل المساعدات للاتحادية الجزائرية لكرة اليد، خاصة وأن منتخب السيدات ضمن المشاركة في مونديال صربيا، بينما ضمن منتخب الرجال مشاركته في مونديال إسبانيا في انتظار تحقيق تأشيرة التأهل إلى أولمبياد لندن في ملحق الدانمارك المقرر ما بين 6 و8 أفريل المقبل. - بماذا تختتمون حديثكم ؟ *أتمنى أن تتحسن أوضاع الاتحادية من جديد وأن تتحلى كل الأطراف التي سببت تعليق الدوري المحلي بالرزانة لحل أزمة المقاطعة حتى تتمكن الكرة الصغيرة الجزائرية من استعادة بريقها ومواصلة حصد مثل التتويجات المنجزة في الكان .2012