أنهى أول أمس المنتخب الوطني لكرة اليد رجال مشواره ضمن الطبعة ال20 من البطولة الافريقية التي جرت وقائعها بالمغرب في المرتبة الثانية بعد انهزامه أمام نظيره التونسي في داربي مغاربي كبير بنتيجة (20 23). عرف «الخضر» صعوبات كبيرة في الشوط الأول، رغم أنهم كانوا السباقين في التسجيل.. لكن خبرة التونسيين وتلاحمهم جعلهم يسيطرون على مجريات اللعب وإنهاء المرحلة الأولى بفارق 6 نقاط كاملة، لكن خلال الشوط الثاني سجلنا استفاقة ملحوظة في صفوف المنتخب الوطني الذي قلص النتيجة إلى نقطتين وكان بإمكان رفقاء المتألق شهبور التفوق في المباراة بالنظر إلى الفرص العديدة التي ضيعوها بسبب عامل الخبرة الذي لعب دوره كما يجب في هذا اللقاء الذي أثبت من خلاله اشبال بوشكريو أنهم لعبوا على اللقب بشكل صريح، وهذا ما كان قد صرح به المدرب الوطني قبل المنافسة إلا أنه لا يجب أن نتجاوز الواقع والظروف التي مرت بها الكتيبة الوطنية قبل المنافسة ما يعني أن الوصول إلى النهائي هو انجاز في حد ذاته والمستوى الذي أظهره كلا الجانبين جعل من الجمهور المستفيد الأكبر من خلال مشاهدته لمباراة في القمة لم تتضح معالمها إلى غاية النهاية، وبالتالي نجد بأن الداربي العربي كان عند كل التوقعات من ناحية النسق العالي. أداء الدور نصف النهائي.. مثالي كما أننا شاهدنا لقاءا كبيرا قبل النهائي، وكان ذلك خلال مباراة المربع الذهبي بين الجزائر ومصر في داربي عربي مثير لعب على جزئيات صغيرة، أين عرف رفقاء القائد لبان كيف يسيرون الأمور إلى غاية الدقيقة الأخيرة التي قلب فيها «الخضر» الموازين، حيث عدلوا النتيجة وسجلوا هدف الفوز في آن واحد وبهذا «أفناك الصحراء» قد استعادوا بريقهم خلال هذا التألق في الدور نصف النهائي، وأدائهم الذي فاق التوقعات إنتهى بفارق هدف أي بنتيجة (25 26) اضافة إلى ردهم للدين الذي كان خلال الدورة الماضية بمصر، اضافة إلى محو آثار مباراة الجولة الخامسة من هذه الطبعة التي انتهت بالتعادل وبطريقة في الآداء لم ترق للمتتبعين وذلك راجع إلى القوانين التي تغيرت في اللحظات الأخيرة ولهذا أراد المدربون اخفاء أوراقهما لمباراة الحسم وهذا ما حدث بالفعل. رغم التأخر في التحضيرات ومشكل الإصابات لكن... في حين إذا تم الرجوع إلى ظروف التحضيرات التي رافقت الطاقم الفني قبل الذهاب إلى المنافسة نجد بأنه كان هناك تأخير في التربص لأسباب عديدة في البداية كانت بسبب التأشيرات التي لم تمنح للاعبين خلال التربص الذي كان مقررا في مارسيليا، وبعدها عدم حضور المحترفين، وهذا ما أدى إلى وجود عدة فراغات في جدول التوقيت الذي برمجه بوشكريو مازاد الطينة بلة هو توقف البطولة الوطنية قبل بدايتها وبما أن معظم العناصر المعول عليها من المجمع البترولي وهذا ما أثر سلبا على اللاعبين من الناحية البدنية، إضافة إلى الاصابات التي طالت المجموعة سواء قبل انطلاق البطولة على غرار برياح، سلاحجي، واثناءها من خلال مقراني وحجايجي واعتزال كل من بودرالي وحماد في وقت صعب، وبالتالي نجد غياب ستة عناصر اساسية لها خبرة طويلة وكافية لصنع الفارق، ما جعل المدرب بوشكريو يستنجد بعناصر لم يسبق لها وأن شاركت مع التشكيلة وبهذا نسجل غياب التناسق والانسجام بين اللاعبين خاصة في الهجوم. لكن لا يجب أن ننتهي هنا بل علينا مواصلة العمل بكل جدية مع هذه المجموعة الشابة التي بإمكانها اعطاء الكثير في المستقبل بالنظر إلى معدل العمر عندها على غرار داود (19 سنة) وكعباس (20 سنة)، رحيم (20 سنة)، بركوس (22 سنة)، ولهذا يجب أن لا نضيع هذه التشكيلة الصاعدة في المستقبل والحفاظ على تكتل المجموعة التي يبقى هناك أمل في بلوغها الاولمبياد القادم من خلال الدورة التصفوية الأخيرة التي ستجري بالدنمارك من 6 إلى 8 أفريل القادم، وللإشارة فإن رفقاء كعباش تأهلوا إلى المونديال الذي سيجري باسبانيا السنة القادمة اضافة إلى الدورة ال21 التي ستكون بالجزائر في سنة 2014. كما نجد بأن الصدف لا تخلوا عن «الخضر» في هذه الدورة بما أنهم وصلوا إلى النهائي لآخر مرة منذ 10 سنوات أي سنة 2002 والتي جرت بالدار البيضاء بالمغرب، وهذا ما حصل في هذه الدورة بالرباط، غير أن الرقم القياسي في عدد التتويجات المتتالية يبقى بحوزة الجزائر ب 5 مرات متتالية سنوات 1981، 1983، 1985، 1987، 1989.